العامرى فاروق: قانون الرياضة الجديد لن يحل أزمات الرياضة

نقلا عن الدستور:

مسيرة طويلة من العطاء، قدم فيها الوزير العامرى فاروق للنادى الأهلى وللرياضة المصرية الكثير الكثير من خلال توليه منصب وزير الرياضة وكذلك عضويته فى مجلس إدارة الأهلى سابقا. «الدستور» استضافت وزير الرياضة الأسبق للحديث عن قانون الرياضة وموقفه من انتخابات الأهلى وغيرها من الملفات الشائكة فى دولاب العمل الرياضى فى مصر.

■ ما رأيك فى قانون الرياضة الجديد؟
– إصدار قانون الرياضة فى حد ذاته شىء طيب ولكن أين القانون الجديد حتى نحكم عليه؟ وأتصور أنه لن يحل أزمات الرياضة.

■ هل تمت دعوتك لحضور ورش عمل مناقشة القانون؟
– لم تصلنى دعوة ولا أعلم السبب فى ذلك ولو تلقيت دعوة للبيتها على الفور وقدمت مقترحات تفيد المجال العام.

■ كيف ترى الجزء الخاص بوضع مجالس إدارات الأندية اللائحة الداخلية؟
– التصور الخاص بوضع اللوائح الداخلية فى القانون غير مفهوم، فهل ستقوم كل مؤسسة بوضع لائحتها الخاصة، وكيف يحدث التصويت، هل على مادة مادة أم على اللائحة كاملة؟ والتجربة هذه لم تحدث من قبل فى مصر، كما أن النموذح المصرى متفرد عن بقية دول العالم بتوريث العضوية فكيف يتم علاج هذا؟

■ كيف سيتم تنفيذ مشروع الرياضة المدرسية من وجهة نظرك؟
– أعددت ملفًا كاملًا عن المشروع وذهبت به إلى وزير التربية والتعليم، وفوجئ بالأفكار التى جاءت خارج الصندوق، لاسيما أن المشروع كان يحتاج مبالغ باهظة، ومساحات داخل المدارس وهذا ما يجعل تحقيقه صعبا، خاصة أن مسئولى التربية والتعليم قاموا بحل مشكلة الكثافة الطلابية داخل الفصول بالبناء على ملاعب المدارس وهذا ضاعف من صعوبة تحقيق المشروع. وتضمن العرض الذى اقترحته أن يتم إنشاء ناد فى كل منطقة بها تجمّع مدارس على انقاض مدرسة تتبرع بها وزارة التربية والتعليم، ويتم منح جميع التلاميذ والطلاب عضوية هذا النادى، وهو ما دفع وزير التربية والتعليم والتساؤل وقتها كان عن كيفية تدبير هذه الميزانية، فكان ردى أنه سيتم تحصيل مبلغ عشرين جنيها من أولياء الأمور، خاصة أن عدد التلاميذ يزيد على ١٨ مليونًا، إضافة إلى أن كل مدارس مصر بها «كنتين» واقترحت تنظيم مزايدة علنية بين شركات الأغذية والمياه الغازية التى من حقها دخول جميع مدارس مصر، على أن تضع الشركات التى ترسو عليها المزايدة إعلاناتها فى جميع الملاعب ويتم تنظيم دورات رياضية تحت رعايتها وهذا كفيل بحل الأزمة.

■ ما المشاريع التى بدأتها ولم يكملها الوزيران اللاحقان طاهر أبوزيد وخالد عبدالعزيز؟
– كانت هناك استراتيجية كاملة وتصور عام للرياضة فى مصر حتى عام ٢٠٢٠ وكانت تحمل العديد من المشاريع التى تدر ربحًا كبيرًا على وزارة الرياضة، وهذه المشاريع لم تقتصر على الوزارة فحسب، بل كانت تشمل عددًا من الوزارات الأخرى مثل التعليم والثقافة وكان هناك مشروع تحت مسمى الرياضة المدرسية وغيرها من المشاريع، فضلًا عن قانون الرياضة واللائحة الجديدة التى تم إقرارها بالفعل، لقد تركت كل شىء فى المكتب الفنى للوزارة، وورش العمل تم تسجيلها تليفزيونيا ولا أعلم هل عرف أحد بهذا الأمر أم لا.

■ لماذا أثار مشروع لائحة الهيئات الرياضية أزمة أثناء طرحه؟
– أعتقد أن توقيت إعلان اللائحة لم يكن مناسبا، خاصة أنه لم تكن هناك دولة ورغم ذلك تم تنفيذ هذه اللائحة فى وقت لاحق مع بعض التعديلات فى عهد الوزير طاهر أبوزيد، لذلك كان ضروريا أن نبقى على بند الثمانى سنوات، خاصة أنه كانت هناك تكتلات وكان لابد من تطهير المنظومة الرياضية من هذه العقليات، وأنا نادم على توقيت طرح هذه اللائحة وعندما تولى طاهر أبوزيد الوزارة كنت أمينا معه وقمت بتسليمه المشروعات كاملة وشرحت له السلبيات والإيجابيات، والله العظيم قالى لى حرفيا «ظلمت نفسك يا عامرى لأن الكلام ده لم يخرج إلى الناس»، لكنى شرحت له المشاكل التى كنت أعانى منها لإعادة النشاط الرياضى بعد إيقافه وكادت الأندية تشهر إفلاسها.

■ ما الأزمات التى واجهتها عند توليك الوزارة؟
– ببساطة شديدة عندما توليت الوزارة لم يكن هناك هيكل مؤسسى واضح، إذ تم استحداث الوزارة التى كانت تسمى المجلس القومى للرياضة وعندما توليت المسئولية كان النشاط الرياضى متوقفا تمامًا ويوجد احتقان بين جماهير الأهلى والمصرى، علاوة على مشكلات الأهلى واتحاد الكرة، فضلا عن وجود انتخابات لجميع الاتحادات فى الشهر الذى توليت فيه الوزارة، ثم حدث اقتحام لمقر اتحاد الكرة مرتين، كذلك كانت هناك مشكلة عودة الجمهور للملاعب واشتراطات النيابة العامة للمباريات بعد موقعة بورسعيد، فضلا عن غياب الأمن الذى كان لديه مهام أخرى وفى ظل هذه التحديات استطعنا إعادة النشاط الرياضى بمساهمة الجيش.

■ كيف ترى المشهد داخل وزارة الشباب والرياضة فى وجود المهندس خالد عبدالعزيز؟
– أحترم الوزير الحالى بشدة وأتمنى له التوفيق ورغم ذلك فأعتقد أن العمل حاليا لا يسير كما ينبغى.

■ كيف ترى مسألة عودة الجمهور للمدرجات فى الوقت الراهن؟
– صعب جدا أن يتم تحديد موعد لعودة الجماهير وأنا لا أفهم كيف تعلن الوزارة واتحاد الكرة عن عودة الجماهير الموسم المقبل، وسؤالى للمسئولين: هل فكرتم فى ملف الجمهور وكيفية التعامل مع أى طوارئ بشأن الخروج من الملعب فى حالة حدوث أزمة؟ وهل درستم التفاصيل؟ وهل الشخصيات التى شاركت مع لجنة الشباب والرياضة فى اتخاذ القرار لديها اى تصورات فى هذا الملف؟.

■ لماذا تمسكت بتطبيق بند الثمانى سنوات وأنت وزير رغم رفضك له حين كنت عضوا بمجلس الأهلى؟
– اختلاف رؤى، فالأهلى منظومة مصغرة ويختلف عن باقى مؤسسات الدولة وتطبيق الثمانى سنوات كان ضروريا بعد أن شاهدت أن أندية قام بإدارتها وجوه معيّنة لسنوات طويلة إلى أن تدهورت الأمور ومن ثم كان لا بد من ضخ دماء جديدة شابة لإحداث التغيير.

■ هل ندمتَ على فترة توليك الوزارة؟
– لم أندم على خدمة مصر.

■ أيهما تفضل العمل فى وزارة الرياضة أم الأهلى؟
– أنا أخدم بلدى فى أى منصب ولكن بشكل مختلف وشرف لى أن أكون فى يوم من الأيام وزيرا لبلادى وعضوا فى الأهلى.

■ ماذا عن انتخابات الأهلى؟
-لن أتحدث عنها إلا بعد فتح باب الترشح.

■ لكن البعض يؤكد دخولك ضمن قائمة محمود الخطيب فى الانتخابات المقبلة؟
– أنا لم أتحدث مع أى شخص ولا حتى مع شقيقى الدكتور هشام والقرار سهل جدًا ولا أحتاج إلى وقت طويل وسوف أعلنه فى توقيته.

■ كيف ترى تجاهل مجلس محمود طاهر حضور تكريم حسن حمدى؟
– قرار ليس موفقا على الإطلاق وأعتقد أنه يزيد الاحتقان والفجوة بينهما.

■ ما رأيك فى هجوم عماد وحيد عضو مجلس الأهلى على تكريم حمدى والخطيب؟
– أعتقد أنه خانه التوفيق، لأن الملف مختلف فالجلوس على كرسى إدارة الأهلى شىء مهم، ولابد من عدم التهاون فى تكريم أحد أبنائه أو أحد رموزه والخطيب قيمة كبيرة وهو رجل يدير ملفه بشكل جيد ويعرف كيف يحافظ على اسمه ومحدش يقدر يتكلم عليه.

■ ما تقييمك لأداء مجلس محمود طاهر؟
– فى بداية توليه المهمة لم يكن موفقا فى قراراته وكانت هناك قرارات خاطئة، لكنه أعاد تصحيح المسار فى بعض الملفات وفى فترة من الفترات باع العديد من اللاعبين فى كل الألعاب وتأثرت النتائج بشكل كبير، وعندما استمع إلى نصائح بعض الشخصيات فى النادى والجماهير عاد واشترى اللاعبين وعادت البطولات فى اليد والسلة والطائرة وهناك بعض القرارات غير الموفقة ومنها أنه فى فترة معينة أكثر الحديث فى الإعلام والأهلى طول عمره مؤسسة تتحدث عن طريق متحدث رسمى بتعليمات من رئيس مجلس الإدارة.

■ ما تعليقك على موقف حسام البدرى وتلويحه دائما بالرحيل؟
– نصيحتى له عدم الكلام لأن أمامه ملفا مهما بالنسبة للجمبع وهو بطولة إفريقيا والتى ستكون فارقة له.

■ ما المطلوب من هانى أبوريدة لتقديمه للكرة المصرية بعد نجاحه فى المكتب التنفيذى للفيفا؟
– من الضرورى أن يكون لدينا رؤية معلنة للرياضة المصرية وتحديدًا كرة القدم لمدة ٥ مواسم قادمة تتضمن آليات تطوير مناطق الاتحادات وعلاج السلبيات وعودة الجماهير.

ويمكنك تحميل نسخة قانون الرياضة النهائية بعد موافقة مجلس الشعب من هنا.