الأهلى والزمالك

موسم الانتخابات .. «عفاريت» الانتخابات تعود فى الأهلى و الزمالك

كتب ماجد غراب فى روزاليوسبف 26 يونيو 2017، يبدو أن الفترة القادمة ستشهد مسارًا جديدًا فى صراع الانتخابات القادمة داخل جدران قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك.. عقب رحيل الشهر الكريم بروحانياته التى يحترمها الجميع وعودة «العفاريت» مجددًا لتصول وتجول فى الأرض بعدما سلسلت خلال أيام رمضان المباركة..

وفعليًا بدأت كل الأطراف المعنية بالانتخابات سواء المتواجدة حاليًا فى مجالس إدارات الناديين الكبيرين أو التى تأمل فى العودة من جديد لدفة القيادة.. بدأت بلغة المسلسل الشهير للزعيم عادل إمام فى تحضير «العفاريت» التى تقضى بها على المرشحين المحتملين لخوض غمار المعركة الانتخابية أمامهم.. سواء أعلن بعضهم ذلك أو لم يعلن حتى الآن تحت شعار الكرسى فوق الجميع والمحرك الأساسى لكل الأطراف الساعية للبقاء أو للوصول لمقاليد الحكم فى أكبر قلعتين رياضيتين فى مصر وأفريقيا والعالم العربى الأهلى والزمالك خاصة مع دخول الناديين الكبيرين فى سباق مع الزمن لتجهيز اللوائح الداخلية التى ستحكم العملية الانتخابية القادمة حال اكتمال النصاب القانونى وموافقة الجمعية العمومية عليها أو اللجوء للائحة الاسترشادية التى أعدتها اللجنة الأوليمبية المصرية بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة حال حدوث المفاجأة ولم يكتمل النصاب القانونى فى الأهلى أو الزمالك وهو أمر غير مستبعد رغم الشعبية الكبيرة التى يحظى بها المجلسان الحاليان فى الأهلى والزمالك بعد سلسلة الإنجازات والنجاحات التى قدمت من كل منهما لأعضاء الجمعية العمومية خاصة فى النواحى الإنشائية..

لكن كل ذلك تزامن معه بعض الإخفاقات الوارد حدوثها مع أى مجلس آخر لكن بنسب متفاوتة.. ويأمل مجلس محمود طاهر فى الأهلى ومجلس مرتضى منصور فى الزمالك أن يحالفهما التوفيق ويقوم كل منهما بتمرير اللائحة التى يجهزها حاليا خلال الجمعية العمومية القادمة بعيدًا عن أى مفاجآت غير متوقعة خاصة مع سخونة الصراع الانتخابى فى كواليس القطبين الكبيرين.. والبداية مع النادى الأهلى الذى بدأت فيه فعليًا ومبكرًا حرب تكسير العظام بين جبهة محمود طاهر الرئيس الحالى للقلعة الحمراء ومحمود الخطيب المرشح المحتمل وأسطورة الكرة الأهلاوية والمصرية.. ورغم عدم الإعلان الرسمى من كل منهما على خوض المعركة الانتخابية القادمة إلا أن «الضرب تحت الحزام» أصبح منهجًا متبعًا من أنصارهما سواء بنشر شائعات عن الحالة الصحية للخطيب وأخرى مشابهة للرحلات العلاجية لطاهر مع محاولة كل منهما سرًا وعن طريق أنصاره المقربين للاعبين الحصول على دعم النجوم الكبار فى فريق الكرة لما يحظوا به من شعبية جارفة بين أعضاء الجمعية العمومية رغم الموقف الحاسم من سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بإبعاد كل لاعبى الفريق عن أجواء العملية الانتخابية وتوعده لأى لاعب مخالف بعقوبات مالية قاسية.. تحركات طاهر والخطيب ومؤيدى كل منهما لم تقف عند هذا الحد فرئيس الأهلى الحالى يجهز مع عماد وحيد «وليمة» من الإغراءات لأعضاء الجمعية العمومية للقلعة الحمراء بعدما ردد البعض على وسائل التواصل الاجتماعى توصلهم لاتفاقات مع بعض الشركات لتوفير فرص عمل لأبناء الأعضاء على أن يتم تأجيل تعيينهم لما بعد نجاح طاهر  فى الانتخابات فى الوقت الذى ينسق فيه بيبو مع وزير الرياضة السابق العامرى فاروق أحد العوامل الرئيسية التى ساهمت فى نجاح طاهر وقائمته فى الانتخابات الماضية والمرشح المحتمل على منصب النائب ضمن قائمة الخطيب وكل منهما اتفق على بعض الخطوات التى تم اتخاذها فعليًا قبل الإعلان الرسمى عن خوض الخطيب وقائمته للانتخابات القادمة بداية بالجولات السرية للعديد من العائلات الذين يملكون أصواتا عديدة فى الجمعية العمومية مرورًا بجولات الخطيب فى فرع الأهلى بمدينة نصر مركز القوة الحقيقى لمحمود طاهر وصولاً لبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى الداعمة لترشح بيبو وقيادته للقلعة الحمراء فى السنوات القادمة.


كل هذه الخطوات تؤكد استفادة الخطيب من الأسلحة التى رجحت كفة طاهر فى الانتخابات الماضية ومستغلا انشغال طاهر بحربه مع اللجنة الأوليمبية بسبب اعتراضه على اللائحة الاسترشادية وتفكيره فى كيفية اكتمال النصاب القانونى للجمعية العمومية القادمة ووضع بعض البنود التى قد تحرم الخطيب من خوض غمار الانتخابات القادمة.. والتى يخوضها طاهر بحالة من التفاؤل بعدما نجح فى مد جسور الثقة بينه وبين الجمعية العمومية منذ انتخابه حتى الآن خاصة بعد التطوير الكبير للنواحى الإنشائية فى فروع القلعة الحمراء المختلفة.


هذا عن الصراع الانتخابى المشتعل فى القلعة الحمراء والذى لا يقل عنه أهمية الصراع الآخر فى القلعة البيضاء برئاسة المستشار مرتضى منصور الرئيس الحالى لنادى الزمالك والذى حسم أمره منذ فترة ليست بالقصيرة على الإعلان عن خوضه غمار الانتخابات القادمة للحفاظ على إنجازاته التى تحققت فى عهد مجلسه.. أولا على الصعيد الإنشائى وتحويل نادى الزمالك لتحفة معمارية أعادت مجددًا أعضاء القلعة البيضاء لناديهم.. أما على الصعيد الكروى فقد قاد مجلس مرتضى منصور فريق الزمالك للفوز ببطولة الدورى وبالحفاظ على لقب كأس مصر أكثر من مرة والتأهل لنهائى دورى الأبطال الإفريقى والفوز على المنافس التقليدى النادى الأهلى فى أكثر من مباراة بعد فترة من التفوق الكاسح للأهلى على حساب الزمالك..

ويحسب للمستشار مرتضى منصور إعادة الهيبة للفريق والمنافسة بقوة على البطولات المختلفة محليًا وأفريقيا.. لكن فى نفس الوقت تزامن مع ذلك العديد من الاستقالات لرفقاء المجلس الحالى لأسباب مختلفة وفى مواقف متعددة إلى جانب لجوء المستشار مرتضى منصور لتغيير العديد من الأجهزة الفنية ظنا منه أن ذلك هو القرار الصائب الذى يساعد على حصد البطولات.. وساعد على تحويل هذا الظن لديه لقناعة جمع الزمالك لقب الدورى والكأس رغم تعاقب الأجهزة الفنية على قيادة الفريق فى نفس الموسم..

لكن الموقف اختلف تمامًا فى الموسم الأخير بعدما لعب تغيير الأجهزة الفنية الدور الرئيسى فى خسارة الزمالك لبطولة الدورى وابتعاده عن المنافسة مبكرًا على لقب البطولة خاصة بعد الأزمة التحكيمية الشهيرة والفارقة فى مشواره بمباراة الزمالك والمقاصة.. ثم أعقب ذلك مشاحنات مختلفة واتهامات وخلافات من قبل المستشار مع العديد من رموز القلعة البيضاء رغم أنه أول من حرص على تخليد ذكرى العديد منهم بإطلاق أسمائهم على العديد من الحدائق والمبانى والقاعات داخل القلعة البيضاء لكن كل هذا صاحبه هجوم الرئيس الحالى للزمالك على العديد من نجوم الزمالك على رأسهم حازم إمام أحد أهم رموز القلعة البيضاء والذى سبق وأعلن عدم تفكيره فى خوض غمار انتخابات نادى الزمالك وتفضيله البقاء فى موقعه بمجلس اتحاد الكرة..

لكن جاءت بعض الأزمات وتحديدًا أزمة عدم ذهاب الزمالك للعب مباراة المقاصة وانتقاد إمام لموقف الزمالك ليشعل الخلاف بينه وبين مرتضى منصور خاصة بعد نجاح الأخير فى الحصول على حكم محكمة بإعادة لقاء الزمالك والمقاصة فى سابقة هى الأولى فى الكرة المصرية.. لم يختلف الحال كثيرًا بين المستشار مرتضى منصور واللواء أحمد سليمان مدرب الحراس السابق للمنتخب ولنادى الزمالك والذى أعلن مؤخرًا خوضه الانتخابات القادمة فى منافسة الرئيس الحالى على مقعد رئاسة النادى وفعليًا بدأ يبعث برسائل لكل أعضاء الزمالك والمنتمين للإعلام الرياضى يؤكد خلالها ترشحه أمام مرتضى منصور الذى قام بتوجيه سيل من الاتهامات لسليمان بشأن تربحه من وراء بعض الصفقات التى انضمت للقلعة البيضاء خلال فترة وجود الأخير بمجلس الزمالك قبل تقديم استقالته.

هذه الاتهامات قابلها  مدرب الحراس السابق للمنتخب ببيانات توضيحية على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعى ثم تقديمه بلاغات للنائب العام وفقًا لتأكيداته وهو الأمر الذى زاد من اشتعال الخلاف بين منصور وسليمان لكن كل هذا لم يمنع الأول من مواصلة الهجوم الضارى على الثانى معلنا تحديه لأى شخص يرغب فى الترشح أمامه فى الانتخابات القادمة ويؤكد أنه سيفوز عليه بفارق آلاف من الأصوات معتمدًا على شعبيته وثقة الجمعية العمومية للقلعة البيضاء فى قيادته لها وهو ما جعله يمنع إقامة أى ندوات انتخابية للمرشحين فى الانتخابات القادمة داخل القلعة البيضاء وفقا لتأكيدات بعض المقربين من الرئيس الحالى.

الأهلى و الزمالك