أظهرت دراسة لجامعة أمستردام، أن المتعافي من فيروس كورونا قد يكون لديه مناعه ضد الإصابة مرة أخري من جميع أنواع فيروسات كورونا المختلفة لمدة ستة أشهر فقط، وبعدها يفقد مناعته ضد الإصابة وقد يكون عرضه للإصابة مرة أخري بالفيروس.
وقامت الدراسة علي أساس تتبع 10 أشخاص على مدى 35 عامًا لتحديد مستويات الأجسام المضادة بعد الإصابة بأحد الفيروسات التاجية البشرية الموسمية الأربعة HCoV-229E أو HCoV-NL63 أو HCoV-OC43 أو HCoV-HKU1.
حيث أن مجموعة الفيروسات التاجية (فيروسات كورونا) بدأت في الظهور منذ عشرات السنين، ولكن لم ينتشر الحديث عنها الا بظهور فيروس سارس في عام 2003، وبعده فيروس ميرس في 2012، ومؤخراً كورونا المُستجد (كوفيد-19)، ولكن يوجد 3 أنواع أخري من فيروسات كورونا ظهرت قبل سارس وتتسبب في أمراض تنفسيه مختلفة تشبه أعراض البرد والإنفلونزا تتكرر سنوياً بشكل موسمي.
وقامت الدراسة التي قام بها علماء من جامعة أمستردام بإختبار هؤلاء الأشخاص، الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و 40 عامًا، على فترات تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر.
ووجد الباحثون أن هناك فترة قصيرة للحصانة الوقائية ضد الفيروسات التاجية، حيث لاحظ العلماء تكرار الإصابة بالعدوى من أحد فيروسات كورونا لهؤلاء الأشخاص بعد الإصابة الأولي بـ 12 شهرًا، وإنخفاض كبير في مستويات الأجسام المضادة للفيروس بعد 6 أشهر بعد الإصابة.
وأكد الباحثون أن السلالات الأربع للفيروسات التاجية البشرية التي جرت عليها الدراسة “متشابهة بيولوجياً” و ليس لديها الكثير من القواسم المشتركة، بإستثناء سبب نزلات البرد.
ومع ذلك، أظهرت الدراسة ان جميع الفيروسات التاجية الأربعة يمنحون المصاب مناعة قصيرة الأمد مع فقدان سريع للأجسام المضادة، وقد يكون هذا قاسمًا مشتركاً للفيروسات التاجية البشرية.
وأضاف الباحثون أنه إذا كان فيروس كورونا المُستجد سوف يتصرف مثل فيروس تاجي موسمي في المستقبل، فقد يكون هناك نمط مماثل متوقع في المناعة المُكتسبة ضده مما يعني أنه قد يكون مرض موسمي يتكرر كل عام.
وأجري ياحثو جامعة أمستردام بعد إقتراح حكومات بعض الدول بمنح المواطنين ما أسمته “جوازات الحصانة Immunity Passport” وهي بمثابة شهادة للمتعافين من فيروس كورونا تسمح لهم بالسفر والتنقل والعمل والإختلاط بالأخرين بما انهم سبق إصابتهم فتكونت لديهم مناعه ضد الفيروس ويستطيعوا رفع إجراءات الحظر من عليهم.
ولكن حذر باحثو جامعة أمستردام من أنه نظرًا لأن المناعة الواقية قد تنتهي بعد ستة أشهر من الإصابة، فإن احتمالية الوصول إلى مناعة القطيع عن طريق العدوى الطبيعية تبدو غير محتملة إلى حد كبير.
ويتفق ذلك بشكل كبير مع ما أعلنه الرئيس التنفيذي لشركة أسترازينيكا مؤخراً، بأن لقاح فيروس كورونا الذي طورته جامعة أكسفورد والذي ستقوم الشركة بإنتاجه وتوريده لعدد من الدول، قد يمنح الشخص مناعة ضد الفيروس لمدة عام واحد فقط، مثله مثل لقاح الإنفلونزا الموسمية الذي يستدعي أن يتناوله الشخص كل عام للوقاية من الإصابة.
بينما توصلت دراسة أخري علي متعافين من فيروس كورونا المُستجد تحديداً الي أن الإستجابة المناعية للفيروس قد تستمر لمدة شهرين بعد التشخيص أو أكثر قليلاً.
وأظهرت نتائج دراسة اختبار الأجسام المضادة أن الأجسام المضادة لفيروس كورونا الجديد COVID-19 تظل مستقرة في دم غالبية الأشخاص المصابين لمدة شهرين تقريبًا من تشخيص الإصابة الأولي، وربما لفترة أطول.
ووجدت الدراسة أيضًا أن الأجسام المضادة لم يتم اكتشافها في كل شخص تعرض للفيروس، مما أدى إلى تساؤلات كثيرة حول أفضل طريقة لتفسير الإختبارات الفيروسية للأجسام المضادة التي يكونها الجهاز المناعي لجسم المصاب ضد الفيروس عند حدوث الإصابة بالعدوي.
ووجدت الدراسة أيضًا أن المرضى الذين يعانون من التهابات وأعراض شديدة من الإصابة بفيروس كورونا الأولي، يطوروا المزيد من الأجسام المضادة، ويشير الباحثون إلى أن هذا قد يكون بسبب إستجابات الأجسام المضادة التي تعمل بالتوازي مع الاستجابة المناعية للأمراض الشديدة، أو أن الحمل الفيروسي العالي الذي تعرضوا له يمكن أن يؤدي إلى تحفيز أكبر للأجسام المضادة.
وأظهرت الدراسة أن ما بين 2 و 8.5 % من المرضى لم يطوروا الأجسام المضادة لفيروس كورونا المُستجد على الإطلاق، وأشار الباحثون الي أن هذا قد يكون لأن الاستجابة المناعية في هؤلاء المرضى يمكن أن تكون من خلال آليات الإستجابة المناعية الأخرى، مثل الأنتي جينس أو الخلايا التائية، وقد يكون الخيار الآخر، وهو أن العدوى التي حدثت لهم كانت خفيفة نسبيًا ومرتبطة بمواقع معينة في الجسم حيث يهيمن نظام المناعة الإفرازية على إستجابات الأجسام المضادة.