نعى صيادلة مصر على صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي، الطبيب الصيدلى محمد الفنجري 36 سنة، من دمياط، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا المُستجد، ليلحق بأسرته التى فقدها خلال إسبوعين، حيث توفى بعد أيام من وفاة شقيقه الأكبر، الذى كان لحق بوالدتهما مباشرة، ومن قبلهما وفاة والده بسبب مضاعفات إصابتهم بالفيروس اللعين.
وكان الصيدلى محمد الفنجري ظهرت عليه أعراض الإصابة بفيروس كورونا، بعد يوم من وفاة والدته، وسرعان ما تدهورت حالته الصحية بعد فقدانه لوالديه وشقيقه الأكبر خلال أسابيع، وتم حجزه فى مستشفى دمياط، يوم الجمعة 11 سبتمبر الماضى، وسرعان ما ساءت حالته ليتم وضعه بالعناية المركزة حتى توفي ظهر اليوم الثلاثاء.
وتابعت نقابة صيادلة دمياط حالة الصيدلى محمد الفنجرى، منذ دخوله المستشفى، مع الأطباء المعالجين والمتابعين لحالته، حتى أوصى الأطباء بسرعة نقله الى مستشفى العزل بالعجمى، وتم إرسال سيارة إسعاف لنقله بعد يومين من دخوله المستشفي، ولكن تعذر نقله بالإسعاف بسبب حالته الصحية غير المستقرة.
وحتى يوم الجمعة قبل الماضى، كان الصيدلى محمد الفنجرى نعى وفاة ثلاثة من أفراد أسرته، خلال إسبوعين، بدأت بوفاة رب الأسرة، ثم الأم، ثم شقيقه الأكبر الذى توفى يوم الجمعة قبل الماضية متأثراً بإصابته بالفيروس، فى ظل إنتشار ظهور الإصابات بالفيروس بين أفراد العائلة قبل إسبوعين من وفاته.
وكان الصيدلي محمد الفنجري كشف إثر وفاة شقيقه، أن الإصابات بدأت تظهر فى الأسرة منذ أن ذهبت والدته لحضور حفل زفاف إبن شقيقها وأصيبت بالفيروس ليصاب أبيه وشقيقه الأكبر، وبعد أيام من إكتشاف الإصابات، توفى الأب، ثم لحقت به الأم، ثم شقيقه بعد ثلاثة أيام من وفاة الأم لحق بها مباشرة.
وقال الصيدلى محمد الفنجري، “منذ بداية أزمة كورونا في شهر فبراير، لم أتنصل من مسؤليتي أمام الناس، ولم أبخل بعلم ولا بنصيحه ولا بمساعدة مادية أو معنوية ولم أتاخر عن تأدية خدمة لأي مريض كورونا، مؤكداً على عدم تنصله من مسؤليته تجاه المرضى والأهالى إبتغاء وجه الله، طالباً منهم الدعاء لأسرته.”.
وعن مصدر إصابة الأسرة بالعدوى، قال “الفنجري”، “أنا قافل علي بيتنا وعيالنا من بداية شهر مارس، والمرة الوحيدة اللي خرجت أمى، كانت بعد العيد في فرح إبن شقيقها، والتقطت العدوى من أحدي الأقارب، ومن ثم إنتقلت العدوى لعدد كبير من أفراد العائلة.”.
وكانت أخر كتابات الدكتور محمد الفنجرى على صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، فى منتصف شهر أغسطس الماضى، قبل أيام من ظهور الإصابات بين أفراد الأسرة، يحذر المجتمع من خطر إنتشار فيروس كورونا، وأن الناس أصبحت تتعامل مع كورونا هذه الأيام، وكأنه أصبح مرض عادي جداً، بيتعاملوا معه زي تسلخات الصيف شوية ويهدي لوحده -كما وصف-.
وكشف “الفنجري” فى ذلك الوقت -الفترة ما بعد عيد الأضحى-، عن كثرة إستقبال الصيدليات لشكاوي متكررة مثل إرتفاع درجة حرارة، فقدان حاستي الشم والتذوق، والإسهال، والترجيع، ودوار، وتكسير في العظم، وخمول ، وصداع، وهمدان.
مضيفاً، “كل الاعراض دي للأسف بدون تهويل أو تهوين هي أعراض فيروس كورونا، وللاسف المريض جاي الصيدلية وعاوز ياخد (حبايتين مضاد حيوي ومجموعه للبرد) وبينكر تماماً وجود كورونا واصابته به متحججاً بأن ده دور برد أو نايم في المروحه.. أو أصل انا اخدت دش ودخلت التكييف…”، مشيراً الى أن الفيروس منتشر انتشار رهيب.
وفى النهاية نصح الدكتور محمد الفنجري الناس بعدم التهاون في الأمر، والإلتزام بإرتداء الكمامة حفاظاً علي ارواحهم وأرواح الناس.
وصباح اليوم الثلاثاء، كتب الطبيب الصيدلى قائلاً، “إدعولى.. أنا بموت..” مضيفاً الشهادة، “أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.”، وبعدها بساعات قليله توفي بغرفة العناية المركزة، لتمتليء صفحات الصيادلة بنعي الصيدلى وعائلته التى تمكن منها فيروس كورونا.
ونعى الدكتور خالد النجدي، نقيب صيادلة دمياط، شهيد الصيادلة فى ظل جائحة كورونا، الدكتور محمد الفنجري، مؤكداً أنه كان مثالاً يحتذى به في العمل والمهنية وقدم مشوارًا مهنيًا عنوانه العطاء والإخلاص في المهنة، ولم يتأخر عن خدمة الناس في أي وقت ومكان.