مركز شباب الجزيرة يرفع شعار الفقراء يمتنعون

كتبت وفاء بكرى فى المصرى اليوم

ساقنى القدر لدخول مركز شباب الجزيرة، منذ نحو أسبوعين، لأول مرة منذ تطويره، لفت انتباهى النظافة وملاعبه المميزة وحرص العديد من الأطفال والشباب على الالتحاق بالألعاب المختلفة داخله. كان سعر تذكرة دخول الزائرين 20 جنيها، دخلت ومعى أبنائى وأبناء أختى بـ100 جنيه، تفقدت مركز الشباب بصفتى زائرة، ولم أستطع الالتحاق بالمركز بعد رفع سعر الاشتراك مؤخرا إلى 30 ألف جنيه، بل هناك أقاويل تتناثر داخل المركز بأنه سيصل إلى 60 ألفا بداية العام الجديد.

اندهشت من كثرة الملاعب المميزة، لمعظم الألعاب، وانتهت زيارتى التى تجددت الأسبوع الماضى أيضا، لأفاجأ بأن سعر التذكرة قفز إلى 25 جنيها، بزيادة 5 جنيهات فى أيام الخميس والجمعة والسبت، وهى الأيام التى يشهد فيها المركز زيارات مكثفة من مواطنى محافظتى القاهرة والجيزة، سواء من أعضائه أو زائريه، وجدت “ختم التذكرة” يحمل جملة “ضريبة مضافة”، أصبت بشىء بالغ من الغضب، كيف تعتبر الدولة دخول مركز شباب نوعا من الترفيه؟ هل توفير الملاعب وممارسة الرياضة يعد ترفيها؟ هل حق المواطنين فى الالتقاء فى مكان آمن تحيطه بعض من الخضرة نوع من الترفيه؟ ولماذا اعتبرت الدولة هذه الأيام الثلاثة هى التى تستحق الضريبة المضافة؟

دخلت المركز وتجولت فيه مرة أخرى وداخلى مرارة من بعض الأشياء، لقد قرر العظيم جمال عبدالناصر، رحمه الله، تأميم جزء من نادى الجزيرة، ليصبح متنفسا للفقراء، وظل أعضاء الجزيرة يمقتون قرار ناصر، بل يمقتون ناصر نفسه، حتى الآن، لأسباب لا داعى لذكرها هنا، وظل المركز بالفعل متنفسا للفقراء ويتوسط أعرق ناديين فى مصر هما الجزيرة والأهلى، «ونفد المركز» من محاولة الرئيس الراحل أنور السادات إعادة الجزء المؤمم إلى ناديه الأصلى، ولكن القدر لم يمهله، وكأنه كان قدرا لصالح “الغلابة”، الذين أصبح لهم “شبه ناد” لسنوات طويلة، حتى قامت الدولة بتجديد المركز، بشكل يليق باسمها، وفتحت باب العضوية بمبلغ كبير قياسا بأنه مركز شباب، ولكن وجدت وزارة الشباب والرياضة أنه مثل “الفرخة التى تبيض ذهبا”.

وأصبح كل خطوة داخله بـ “فلوس”، خلال يومين فقط داخل المركز دفعت نحو 300 جنيه تذاكر ومواصلات وبعض الساندويتشات “الصغيرة”، هذا المبلغ بالنسبة لى وأنا من الطبقة المتوسطة – إذا كانت لسه موجودة- أثر على ميزانية بيتى بلا مبالغة، فما بال من هم من الطبقة الأقل، ممن يريدون التنزه، ولا أعرف لماذا اهتمت وزارة الشباب والرياضة بدعم هذا المركز دون غيره بل القيام باستغلال اسمه كـ«براند» لتقوم بعمل فرع ثان فى مدينة 6 أكتوبر، وكأنها لا تفكر سوى فى “الفلوس”! ولماذا لا تدعم مراكز أخرى لها اسم وتنجب نجوما فى بعض الألعاب مثل مركز شباب روض الفرج؟ لماذا لا تقوم الوزارة بدعوة رجال الأعمال ولاعبى كرة القدم واليد والطائرة وبعض الألعاب الفردية الحاليين والمعتزلين، لتبنى مراكز شباب على مستوى مصر وتوسعتها، ودعم شبابها لخلق أجيال رياضية جديدة، بعيدا عن مركز شباب الجزيرة فقط، الذى بسبب “قيمته المضافة” سيعيد للأذهان كلمة “هش” بكسر الهاء، والتى كانت تقال للبسطاء ممن يحاولون السير فقط بجوار نادى الجزيرة وقت العهد الملكى، لأنه لا يصح الاقتراب من نادى أبناء الذوات، ليصبح ممنوعا على الفقراء، بل الطبقة المتوسطة إن وجدت!.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*