مازالت صرخات اعضاء الاندية الخاصة الذين تم خداعهم بالاشتراك فى أندية رياضية، واكتشفوا بعد ذلك انها اندية خاصة يمتلكها رجال أعمال انشأوها بالتحايل على القانون وبدون الحصول على التراخيص اللازمة من وزارة الشباب والرياضة، حتى أطلق أحمد خالد إبراهيم، 24 عاماً، مساعد شيف، صرخة عالية هزت أركان نادى بلاتينيوم بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، والتفت زملاؤه نحو الصوت ليكتشفوا إصابته بصعقة كهربائية من الفرن الكهربائى المخصص لصناعة البيتزا بأحد مطاعم النادى.
الاندية الخاصة التى تتاجر باسم الرياضة وهى مخالفة لقانون الرياضة ونص المادة 72 التى تنص على انه لا يجوز لأى شركة خدمات رياضية مزاولة النشاط الرياضى بدون ترخيص مديرية الشباب والرياضة، وكذلك تمارس نشاطا تجاريا بدون ترخيص، واعلن جهاز حماية المستهلك عن تلقيه 300 شكوى من هذة الاندية الخاصة على رأسها نادى بتروسبورت ونادى سماش وبلاتينيوم وجميعهم بالقاهرة الجديدة، والتى تتنصل وزارة الرياضة من مسئوليتها وترفض التدخل فى شئونها وحماية اعضاءها وموظفيها بداعى انها غير مرخصه لدى الشباب والرياضة!!!!
كما اعلنتت لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب عن تقدمها ببلاغ للنائب العام ضد تلك الاندية بعد ان تقدمت النائبة سيلفيا نبيل بطلب احاطة لرئيس مجلس النواب تطالب فيه بالتحقيق فى أزمة تلك الاندية وتقين اوضاعها لحماية حقوق اعضاءها.
فلماذا يتراخى وزير الرياضة من مواجهة اصحاب تلك الشركات من رجال الاعمال لمراقبة تلك الاندية فنيا وماليا واداريا مثل باقى الاندية الرياضية لحمايه المواطنين المترددين عليها وحمايه ابسط حقوقهم فى الامن والأمان..!!؟
والد الضحية: ابنى مات صعقا بالكهرباء أمام زملائه.. وأطالب النيابة بالتحقيق في شروط الأمن الصناعى بالأندية الخاصة
استمر جسد أحمد في الحركة على الأرض أمام صدمة زملائه عدة دقائق، حتى لفظ آنفاسه الأخيرة بعد صراع بطيء، ومؤلم، وغير متكافئ.
وأرجع والد الضحية سوء التصرف وعدم المسارعة للاتصال بسيارة إسعاف إلى تخوف جميع العاملين من المسئولية، حتى هرع أحد العاملين في مطعم مجاور وأحد رواد النادي إلى مكان الحادث وتطوعا لنقله إلى مستشفى بالتجمع الاول، اعتقادا منهم بأنه مازال على قيد الحياة.
وبدأ أطباء الطوارئ بالمستشفى محاولة يائسة لضخ الدماء في عروق الشاب دون جدوى، فأعد مدير المستشفى تقريرا يؤكد إصابة أحمد بصعق كهربائى شديد أودى بحياته وتحرر محضر بالواقعة رقم 3344 لسنة 2018 إدارى التجمع الأول، وأخطرت النيابة للتحقيق.
انهار والد أحمد فور تلقيه اتصالا هاتفيا يطالبه بالحضور للمستشفى لتسلم جثة نجله الذي لم يكمل دراسته الجامعية.. حاول التشكيك فيما يسمعه من الطرف الآخر فقاطعه بنبرة صادمة: “ابنك مات.. تعالى بسرعة”.
الجثة كانت مسجاة في ثلاجة المستشفى.. الصمت حاضر وغاب زملاء ابنه ومديروه.. وثارت تساؤلات في عقل الأب المكلوم عن ظروف الوفاة وملابساتها، وما الذي جاء بالجثمان هنا تحديدا.
في محضر الشرطة.. تحدث الشاهد الوحيد الذي مثل أمام جهات التحقيق في الواقعة، وهو عبدالله محمد، الذي يعمل فى مطعم مجاور، قال إنه سمع صوت صراخ شديد، وعندما استطلع الأمر وجد الشاب ملتصقا بالفرن بفعل الكهرباء، وتم قطع التيار الكهربائى وتم نقله بعد ذلك إلى المستشفى.
بينما ذكر الأب المكلوم في المحضر أن ابنه كان يبنى مستقبله، ولديه أمل فى الحياة، وسعى للعمل بجد وهو طالب لكى يحقق ذاته، ولكن جاء الحادث المؤلم ليقضى عليه دون سابق إنذار.
واتهم الأب صاحب المطعم بالإهمال الجسيم، موضحا أن الفرن الكهربائى لابد أن يكون مؤمنا من ناحية التوصيلات الكهربائية، ومعزولاً مع وصلاته عن ملامسة العاملين.
واستطرد بمرارة: صاحب المطعم لم يسأل عنه ولم يعرف مصيره، وفور نقل الجثة من المطعم استمر تشغيل المطعم، حتى أن أحدا لم يتصل هاتفيا لتقديم واجب العزاء.
وألقى الأب جزءا من المسئولية أيضا على النادي لافتقاره لإمكانية تقديم الإسعافات الأولية لمثل هذه الإصابات، مشيرا كذلك إلى عدم انتقال الشرطة الى المطعم لمعاينة كيفية وقوع الحادث.
وطالب والد الشاب المتوفي بفتح تحقيق عاجل بإشراف النائب العام لكشف ملابسات الحادث وتوجيه اتهام للمتسبب فى الوفاة، واستطلاع ما إذا كانت إجراءات الأمن الصناعى متوفرة في هذا النادي الخاص من عدمه.