تحليل فيروس كورونا في مصر
تحليل فيروس كورونا في مصر

واشنطن بوست تكشف عن إرتفاع إصابات كورونا القادمة من مصر وتناقد التصريحات

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريراً حول إصابات فيروس كورونا في مصر، وما تدعيه بعض الدول الأخري عن تسجيل حالات إصابة بالفيروس لأشخاص قادمين من مصر، وكانت وزارة الصحة المصرية أعلنت أن امرأة أمريكية تايوانية كانت مصدر عدوى فيروس كورونا لـ 45 راكباً وأفراد الطاقم على متن سفينة سياحية في النيل بمحافظة الأقصر، مما يشير إلى أن مصر كانت ضحية للانتشار العالمي للوباء.

ةلكن يوم الأحد الماضي، إعترضت تايوان ذلك، وقال مركز مكافحة الأمراض بتايوان في بيان إنه بعد عزل سلالة الفيروس عن المرأة المعروفة باسم الحالة رقم 39 والتي سبق وكشفت تايوان عن إصابتها عقب عودتها من مصر، خلص الباحثون التايوانيون إلى أن سلاله الفيروس الذي كانت تحمله يختلف عن سلالة التايوانيين المصابين الآخرين، بمعنى آخر، لم تكن أصل العدوى على تلك السفينة.

وجاء في البيان، “لقد تقرر أن الحالة رقم 39 انتقلت اليها عدوي فيروس كورونا الجديد في مصر، وظهرت عليها أعراض المرض بعد العودة إلى تايوان”.

وقالت وزارة الصحة المصرية إنهم استندوا في استنتاجهم حول المرأة إلى مناقشات مع مسؤولي منظمة الصحة العالمية، ومع ذلك، ذكرت واشنطن بوست إن هذا الخلاف يبرز الأسئلة حول انتشار الفيروس في مصر – أكثر دول العالم العربي من حيث عدد السكان ، مع أكثر من 100 مليون شخص – والطريقة التي تتعامل بها مصر مع هذا التهديد.

ومع إنتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم، أعرب المصريون عن قلقهم إزاء عدم وجود شفافية ويتساءلون ما إذا كان هناك إخفاء بلمدى الحقيقي لإنتشار الفيروس في البلاد.

وعلى عكس العديد من البلدان الأخرى في المنطق ، وفي جميع أنحاء العالم، لم تغلق مصر المدارس أو أوقفت صلاة الجمعة أو توقفت عن الأحداث الرياضية للحد من انتقال الفيروس، وفي ليلة الاثنين، قرر مجلس الوزراء حظر التجمعات العامة الكبيرة.

وأضافت واشنطن بوست، أن المخاوف تصاعدت في مصر منذ يوم الجمعة، عندما قفز عدد الإصابات بالفيروس من ثلاثة إلى 55، بما في ذلك حالات رحلة الباخرة النيلية.

وما زال العشرات من الأجانب، بمن فيهم أكثر من عشرين أمريكياً، في الحجر الصحي على متن السفينة في مدينة الأقصر الجنوبية، وتوفي سائح ألماني سافر من الأقصر إلى مدينة الغردقة يوم الأحد متأثراً الماضي بمضاعفات تسبب بها الفيروس، ليصبح بذلك أول حالة وفاة لفيروس كورونا في مصر.

وأضافت واشنطن بوست انه أصيب ما يصل إلى 28 شخصًا من كندا وفرنسا واليونان والولايات المتحدة بالفيروس بعد زيارة مصر في الأسابيع الأخيرة.

ويقول المسؤولون في مصر إنهم يتسمون بالشفافية، وأشاروا إلى أن الحكومة أنشأت موقعًا على الإنترنت لإعلام الجمهور بجهودها واختبرت أكثر من 2000 شخص قاموا بالاتصال بالأشخاص المصابين.

لكن خلال عطلة نهاية الأسبوع فقط زادت الحكومة من جهودها – بعد ظهور الإصابات في نهر النيل.

وفي يوم الاثنين الماضي، أعلن مسؤولو السياحة في مضر أن جميع رحلات منطاد الهواء الساخن في الأقصر ستتوقف في محاولة لمنع الناس من الضغط على بعضهم البعض.

وقالوا أيضًا إنهم سيحسنون الصرف الصحي في جميع الفنادق في الأقصر وعلى سفن الرحلات البحرية، بالإضافة إلى إختبار المسافرين وأفراد الطاقم قبل مغادرتهم سفنهم، وألغت السلطات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية.

ومع ذلك، تظل جميع المواقع الشهيرة في المدينة – بما في ذلك وادي الملوك، وكذلك معابد الأقصر والكرنك – مفتوحة، على الرغم من أنها عادة ما تكون مزدحمة بالآلاف من السياح ، وفقًا للزائرين هناك.

وقال محمد أشرف، اختصاصي جراحة العظام لواشنطن بوست، “إن التعليقات التي أحصل عليها من مرضاي تبين أن هناك حالة من الخوف والشك لدى الجمهور عندما يتعلق الأمر بالثقة في البيانات الرسمية المتعلقة بفيروس كورونا في مصر، حيث يشتبه بعض المرضى الذين رأيتهم في أن الحالات أكبر بكثير من الحالات التي أعلنتها الحكومة”.

ومع أزمة فيروس كورونا، تشعر بلدان أخرى في المنطقة بالقلق إزاء مصر بسبب اعتمادها على السياحة، وملايين المصريين يعملون في الدول المجاورة وفي منطقة الخليج، يسافرون ذهابًا وإيابًا.

وفي في الأيام الأخيرة، فرضت الكويت وقطر وعمان والسعودية قيودًا على الزوار من مصر. وأشترطت المملكة العربية السعودية أن يحصل العمال المصريون الذين يدخلون المملكة على شهادة من مصر تُظهر أنهم فحصوا نتائج سلبية لفيروس كورونا.

وتحت الضغط، أعلنت الحكومة المصرية مساء الاثنين إلغاء جميع الأحداث العامة الكبرى ، بما في ذلك عروض الأوبرا ، وكذلك القيود المفروضة على حركة مجموعات كبيرة من الناس بين المحافظات.