أعلنت جامعة أسيوط تعليق العمل بمعهد جنوب مصر للأورام ومستشفي الأورام الجامعي لمدة إسبوع، بعد إكتشاف حالة إصابة من فيروس كورونا لأحد أعضاء الفريق الطبي وظهور أعراض المرض علي بعض المخالطين للحالة من صيادلة وأمناء المخازن، وإجراء عزل ذاتي منزلي لمدة 14 يوم للصيادلة والتمريض الذي خالط الحالة.
وجاء في خطاب المستشفي لرئيس جامعة أسيوط، أنه نظراً لما تمر به البلاد من التعرض لفيروس كورونا اللعين والتي تبذل الدولة بكامل قوتها للحد من الإنتشار لهذا الفيروس، وحيث أن معهد الأورام يعالج مرضي السرطان والذين يُعانون من نقص المناعة بسبب العلاج الكيماوي أو بسبب المرض نفسه، وحيث أنه ظهرت حالة إيجابية لفيروس كورونا بالأمس وهي صيدلانية وكذلك ظهور حالات بنفس الأعراض للمخالطين للحالة من صيادلة وأمناء مخازن، وحيث أنه من شروط مكافحة العدوي للسادة المخالطين العزل الذاتي المنزلي لمدة 14 يوم من الإختلاط بالحالة المصابة وحيث أن الصيدلانية التي إصيبت بالفيروس كانت مخالطة لكثير من الصيادلة وهيئة التمريض حتي تاريخ 11 مارس 2020.
وأضاف الخطاب، حرصاً علي المرضي في معهد الأورام فقد إجتمع السيد الاستاذ الدكتور عميد المعهد بكل من السادة رؤساء الأقسام ومديري مستشفي الأورام الجامعي والمشرف علي وحدة مكافحة العدوي وقد إتفق جميعهم علي تعليق العمل في معهد ومستشفي الأورام الجامعي لمدة إسبوع علي أن يستقبل حالات الطواريء فقط خلال هذه الفترة وحتي يتمكن فريق مكافحة العدوي من تعقيم المعهد خلال هذه الفترة حرصا علي المرضي ومقدمي الخدمة الطبية.
يذكر أن وزارة الصحة والسكان، اعلنت أمس السبت عن إرتفاع عدد إصابات فيروس كورونا المستجد المسجلة في مصر الي 294 حالة إصابة بعد تسجيل 9 حالات إصابة جديدة أمس، وإرتفاع حالات الوفاة الي 10 حالات بعد تسجيل حالتين وفاة جديدتين.
وقال الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان أن الـ 9 حالات جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، وجميعهم من المصريين المخالطين للحالات الإيجابية التي تم اكتشافها والإعلان عنها مسبقًا، وأشار الي وفاة حالتين الأولى لسيدة مصرية تبلغ من العمر 68 عامًا من محافظة الجيزة، والآخرى لمواطن مصري يبلغ من العمر 75 عامًا من محافظة الجيزة أيضًا.
وكشف الدكتور خالد مجاهد، عن خروج حالتين لمصريين من مصابي فيروس كورونا المستجد من مستشفى العزل، وذلك بعد تلقيهما الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهما وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 41 حالة حتى اليوم، من أصل الـ 73 حالة التي تحولت نتائجها معمليًا من إيجابية إلى سلبية.
وقال “مجاهد” إن جميع الحالات المسجل إيجابيتها للفيروس بمستشفيات العزل تخضع للرعاية الطبية، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.
وذكر مجاهد أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى يوم السبت هو 294 حالة من ضمنهم 41 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و 10 حالات وفاة.
فيروس كورونا سيقضي علي ثلث سكان العالم.. وثيقة المخابرات الأمريكية في 2008
بدأ ظهور وباء عالمي في ديسمبر الماضي بسبب سلالة جديدة من فيروس كورونا تسمى Covid-19، المطورة من فيروس كورونا القديم المعروف بإسم سارس، وفي غضون ثلاثة أشهر تحول إلى جائحة في جميع أنحاء العالم، وقدمت دراسة مستقبلية أعدتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، في نوفمبر 2008، سيناريو مفصل تتبنى تطوراته بطريقة مقلقة للغاية والتحول المقلق للأحداث منذ ظهور الحالات الأولى المصابة بالفيروس الجديد في ووهان بدولة الصين، ووفقًا لوكالة المخابرات المركزية فإن خطر جائحة الفيروس هو القضاء على ثلث سكان العالم.
وسجلت جميع دول العالم حتي اليوم 315263 حالة إصابة من فيروس كورونا، منهم 95 ألف حالة شفاء، وأكثر من 13 ألاف حالة وفاة، من بينهم أكثر من 120 ألف حالة إصابة سُجلت في أوروبا.
بالطبع ليس هناك شك في تغذية أي إطروحة للمؤامرة، لأن الدراسة المعنية لم تكن سرية، وكانت النسخة الرابعة من دراسة مستقبلية أجرتها وكالة المخابرات المركزية، والتي تهدف إلى التنبؤ بالتطورات الرئيسية التي قد يواجهها الوضع العالمي خلال العقدين المقبلين.
وبالفعل في عام 2004، نجحت النسخة السابقة من هذه الدراسة، التي تحمل عنوان “رسم خريطة المستقبل العالمي”، والتي تهدف إلى رسم حالة العالم بحلول عام 2020، في توقع إنشاء “الخلافة الجديدة” قبل ظهور تنظيم داعش بعشر سنوات.
والحديث عن جائحة فيروس كورونا الجديد الذي يجتاح العالم حاليًا هو أحد “السيناريوهات” المذكورة في طبعة 2008 من هذه الدراسة بعنوان “الاتجاهات العالمية 2025 عالم متحول”. ستجد في الصفحة 75 فقرة بعنوان “الظهور المحتمل لوباء عالمي”.
لا يشير السيناريو المذكور إلى عائلة الفيروسات التاجية فحسب، بل إنه يحدد أنه يمكن أن يكون سلالات مختلفة من الإنفلونزا مثل الفيروس التاجي سارس، لكن كوفيد-19 هي واحدة من هذه السلالات والاسم العلمي لـ Covid-19 هو SARS-Cov 2.
ماذا توقع هذا “السيناريو” الذي وضعته وكالة المخابرات المركزية فيما يتعلق بهذا الوباء؟
في البداية، تنبأ السيناريو بأن ظهور مرض تنفسي بشري جديد ومنتقل وخبيث ولا توجد إجراءات مضادة مناسبة له يمكن أن يؤدي إلى جائحة عالمي، ثم فيما يتعلق بطبيعة هذا الوباء والخصائص المعدية له، ويحدد السيناريو أن ظهور مرض وبائي يعتمد على الطفرة الجينية الطبيعية أو إعادة تصنيف سلالات المرض المنتشرة حاليًا أو ظهور مرض جديد بين البشر، ويعتبر الخبراء أن سلالات إنفلونزا الطيور الشديدة الإمراض مثل H5N1، من المحتمل أن تكون مرشحة لمثل هذا التحول، ولكن مسببات الأمراض الأخرى مثل فيروس سارس التاجي أو سلالات الإنفلونزا الأخرى لديها أيضًا هذه الإمكانيات من التطور والتحول لفيروسات أكثر خطورة.
أما عن أسباب إنتشار مثل هذا الفيروس على نطاق عالمي، فإن السيناريو يحذر من أنه إذا ظهر مرض وبائي، فمن المحتمل أن يحدث أولاً في منطقة تتسم بكثافة سكانية عالية وارتباط وثيق بين البشر والحيوانات، مثل مناطق كثيرة في الصين وجنوب شرق آسيا، حيث يعيش السكان على مقربة من الحيوانات، ويمكن أن تسمح ممارسات تربية الحيوانات غير الخاضعة للتنظيم لمرض حيواني مثل H5N1 بالإنتشار في مجموعات الثروة الحيوانية، مما يزيد من فرصة التحول إلى سلالة ذات جائحة محتملة، ولكي ينتشر المرض بشكل فعال، يجب أن ينتقل المرض إلى مناطق ذات كثافة سكانية أعلى.
وحذر السيناريو من أن عدم كفاية القدرة على المراقبة الصحية داخل دولة المنشأ ربما تمنع التعرف المبكر للمرض، وإن الاستجابة البطيئة للصحة العامة من شأنها أن تؤخر الإدراك بظهور مسببات الأمراض عالية الانتشار، وقد تمر الأسابيع قبل الحصول على نتائج مختبرية مؤكدة تؤكد وجود مرض يحتمل أن يكون جائحة، وفي غضون ذلك ستبدأ مجموعات المرض في الظهور في المدن والبلدات داخل جنوب شرق آسيا، على الرغم من القيود المفروضة على السفر الدولي، يمكن للمسافرين الذين يعانون من أعراض خفيفة أو من دون أعراض حمل المرض إلى قارات أخرى.
وفي ضوء الدقة التي يصف بها هذا “السيناريو”، الذي تم وضع في عام 2008، الأحداث التي تتكشف أمام أعيننا منذ ديسمبر الماضي، فإن السؤال الأكثر إثارة للقلق هو معرفة ما يتوقعه بشأن التطورات المستقبلية لوباء كورونا الحالي؟
وعلى الصعيد الجيوسياسي، يحذر “السيناريو” من أنه إذا ظهر مرض وبائي بحلول عام 2025، فإن التوترات والصراعات الداخلية وعبر الحدود ستصبح أكثر احتمالا بينما تكافح الدول للسيطرة على حركة السكان الساعين لتجنب العدوى أو الحفاظ على الوصول إلى الموارد، أما بالنسبة للعواقب الصحية لهذا الوباء، فإن تنبؤات السيناريو صادمة جداً.