فيروس كورونا في الصين
فيروس كورونا في الصين

بدء إنتاج لقاح فيروس كورونا بعد نجاح تجربته علي الحيوانات في بريطانيا والصين

أعلن مطورو لقاح فيروس كورونا المُحتمل في جامعة أوكسفورد البريطانية، أن اللقاح قد يكون جاهزاً على نطاق واسع بحلول شهر سبتمبر المقبل.

وقال الباحثون إن التجارب السريرية للقاح تجري بشكل جيد، مشيرين إلى أنهم يستخدمون تقنية معملية إستخدموها بالفعل ضد فيروسات أخري في السابق.

وقالت سارة غيلبرت، الأستاذة في علم اللقاحات في أوكسفورد، لدي ثقة مرتفعة للغاية في هذا اللقاح، لأنني استخدمت هذه التقنية بالفعل سابقا.

والتقنية عبارة عن حقن فيروس إنفلونزا البرد الشائع، بعد أن يتم تحييده وجعله غير قابل للإنتشار بين البشر، بالمادة الوراثية لفيروس كورونا المستجد، مما ينتج فيروساً معدلاً يستطيع جهاز المناعة في جسم الإنسان تكوين أجساماً مضادة لمحاربته والقضاء عليه.

وأظهرت نتائج تجارب اللقاح علي القرود نجاحاً باهراً، حيث تم تعريض القرود لكميات مكثفة من فيروس كورونا المستجد بعد حقنها باللقاح، وظلت 28 يوماً بدون ان يظهر عليها أثار المرض وبدون ظهور الفيروس في تحاليلها.

وبدأت جامعة أوكسفورد، الخميس الماضي، أولى التجارب السريرية للقاح علي البشر، وتتم تجربته حالياً على 550 متطوعاً.

وأعلنت شركة معهد الأمصال بالهند، وهي أكبر شركات إنتاج اللقاحات عالمياً بأقل تكلفة، أنها ستبدأ في إنتاج 60 مليون جرعة من لقاح جامعة أوكسفورد، بحلول الشهر المقبل إستعدادا لطرحه فور إنتهاء التجارب علي البشر.

لقاح شركة صينية ينجح في حماية القرود من الإصابة بفيروس كورونا بعد حقنها بالفيروس

وفي ذات السياق، نجح أيضاً أحد اللقاحات التي قيد التطوير والتجارب في حماية الحيوانات من الإصابة بفيروس كورونا المُستجد المعروف بإسم “كوفيد-19″، وهو لقاح تم تصنيعه بتقنية قديمة تتكون من نسخة معطلة كيميائياً من الفيروس، ولن تظهر أي آثار جانبية واضحة في القرود التي تم حقنها باللقاح للتجربة، وبدأت التجارب علي البشر في 16 أبريل الماضي.

وقام باحثون من شركة سينوفاك بايوتيك Sinovac Biotech، وهي شركة خاصة مقرها بكين، بإعطاء جرعتين مختلفتين من لقاح فيروس كورونا المُستجد إلى مجموعه من ثمانية قرود ريسوس قرود المكاك. وبعد ثلاثة أسابيع، قام الباحثون بإدخال الفيروس في رئتي القرود من خلال أنابيب أسفل القصبة الهوائية، ولم يصب أي منهم بالعدوى.

وحصلت القرود التي تم حقنها بأعلى جرعة من اللقاح علي إستجابة مناعية أعلي وأسرع بعد سبعة أيام من حقنها بالفيروس، ولم يتمكن الباحثون من إكتشاف الفيروس في البلعوم أو الرئتين في أي منها.

وقال فريق شركة سينوفاك بايوتيك في ورقة بحثية نُشرت في 19 أبريل 2020 (يمكنك الإطلاع عليها هنا)، أن بعض الحيوانات التي تم حقنها بجرعات منخفضة قد سيطرت أيضاً على العدوى، وفي المقابل، طورت أربعة حيوانات مستويات عالية من الحمض النووي الريبي الفيروسي في العديد من أجزاء الجسم وأُصيبت بالإلتهاب الرئوي الحاد، ولكن المجموعة التي تم حقنها بجرعات أعلي تمكنت من مكافحة العدوي بالفيروس عند حقنها به.

ويقول منغ وينينغ، كبير مديري الشؤون التنظيمية الخارجية في سينوفاك، إن النتائج “تمنحنا الكثير من الثقة” بأن اللقاح سيعمل في البشر.

يُذكر أن شركة سينوفاك بايوتيك هي شركة تصنيع لقاحات من ذوي الخبرة، فقد قامت بتسويق اللقاحات الفيروسية المعطلة لأمراض اليد والقدم والفم، والتهاب الكبد الوبائي A و B وأنفلونزا H5N1 أو إنفلونزا الطيور.

لكن تقول الشركة أنها يمكن أن تنتج على الأكثر حوالي 100 مليون جرعة من اللقاح، وقد تحتاج إلى الشراكة مع صانعين آخرين إذا أثبت أن اللقاح آمن وفعال في التجارب علي البشر.

وبدأت الشركة مؤخرًا المرحلة الأولى من التجارب السريرية علي البشر في مقاطعة جيانغسو، شمال شنغهاي، والتي تهدف إلى قياس السلامة والإستجابات المناعية علي 144 متطوعًا، وسيتلقى عدد متساو من المشاركين الجرعات العالية والمنخفضة.

وتأمل الشركة في بدء دراسات المرحلة الثانية بحلول منتصف مايو والتي لها نفس التصميم ولكنها تكون علي عدد أكثر من 1000 شخص، علي أن تظهر نتائج التجربة بحلول نهاية شهر يونيو.

وقالت الشركة إنه إذا سارت الأمور على ما يرام ، فإن الشركة ستسعى إلى إطلاق تجارب فعالية المرحلة الثالثة التقليدية التي تقارن اللقاح مع الدواء الوهمي في آلاف الأشخاص، وهي أخر تجربة قبل طرح اللقاح بالإسواق إذا ثبتت فاعليته علي البشر.