شركة طيران ماهان الإيرانية
شركة طيران ماهان الإيرانية

اتهامات لشركة طيران إيرانية بنشر كورونا في دول الشرق الأوسط ومطالب بتغريمها مالياً

أجرت بي بي سي تحقيقاً موسعاً حول دور شركة طيران ماهان الإيرانية في إنتشار فيروس كورونا في أنحاء دول الشرق الأوسط، من خلال تحليل بيانات تعقب الرحلات التي قامت بها الشركة.

وقالت مصادر داخل شركة طيران ماهان أن الشركة تحدت قرارات الحظر الحكومية بين يناير وحتي نهاية مارس، من خلال تسيير رحلات من وإلى إيران والعراق والإمارات العربية المتحدة وسوريا.

وكانت الحكومة الإيرانية أوقفت كافة رحلاتها من الصين وإليها في 31 يناير، بعد ذلك، منعت دول عدة الرحلات القادمة من إيران في فبراير ومارس، بعدما أصبحت بؤرة لإنتشار فيروس كورونا في الشرق الأوسط.

لكن شركة الطيران إستمرت في رحلاتها، مما أدى لانتقادات لها بالمخاطرة بصحة المسافرين والطواقم الجوية، وأُسكتت أفراد الأطقم الجوية بعد تهديدهم بالإحالة إلى القضاء، عندما عبروا عن مخاوفهم بشأن نشر الفيروس إلى أسرهم وبلدهم.

وكشف الموقع الرسمي لمطار شنغهاي إستمرار شركة ماهان للطيران في تسير الرحلات إلى مدينة شنغهاي الصينية، حيث من المقرر أن تصل طائرة “W577” إلى المبنى رقم 2 في 9:55 بالتوقيت المحلي يوم الخميس الموافق 5 مارس 2020.

وبين تقرير نشرته إذاعة الغد الأميركية الناطقة بالفارسية (راديو فردا)، أن شركة طيران ماهان إستمرت في تشغيل الرحلات إلى بكين وشانغهاي وجوانجو وشنجن خلال الفترة من 7 فبراير إلى 23 فبراير، حيث قامت الشركة بتشغيل 55 رحلة ذهاب وعودة على الأقل مع الصين خلال هذه الفترة.

وفي 23 فبراير، طالبت المحامية الإيرانية، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، بمحاكمة حميد عرب نجاد، الرئيس التنفيذي لشركة طيران ماهان الإيرانية، بتهمة نقل فيروس كورونا إلى البلاد لعدم وقف الرحلات من وإلى الصين رغم كل التحذيرات الرسمية.

وقالت “عبادي”، إنه بالإضافة إلى محاكمة الرئيس التنفيذي لشركة ماهان، يجب على الشركة دفع غرامات للمواطنين المتضررين وذويهم جراء إصابتهم بفيروس كورونا.

وأضافت “عبادي”، أنه بالرغم من أن جميع دول العالم الرحلات إلى الصين، إلا أن حميد عرب نجاد إجتمع مع السفير الصيني في إيران، ووعده بأن شركة طيران ماهان ستواصل رحلاتها إلى الصين.

يُذكر أن شركة طيران ماهان مملوكة رسميا لمؤسسة مولى الموحدين الخيرية، االمُتهمة بأنها غطاء لهذه الخطوط، والحرس الثوري يعد المالك الحقيقي للشركة، كما تم تصنيف ماهان من قبل وزارة الخزانة الأميركية منذ عام 2011 بأنها داعمة لفيلق القدس، وتدعم عمليات إيران في سوريا ولبنان والعراق التي ترتبط بعلاقات قوية مع الحرس الثوري الإيراني.

وفي 11 ديسمبر 2019 إتهمتها أمريكا بأنها متورطة مع ميليشيات النظام الإيراني بنقل الأسلحة والأفراد، حيث خضعت الشركة لمراقبة أمريكية إنتهت بفرض عقوبات عليها، بعد إتهامها بنقل أسلحة وشخصيات بارزة لصالح الحرس الثوري.

دول تسجل حالات إصابة من فيروس كورونا لأول مرة قادمة عبر طيران ماهان

في 24 فبراير الماضي، سجلت العراق أول حالة إصابة بفيروس كورونا في البلاد، لطالب إيراني سافر في رحلة طيران ماهان رقم W55062 بتاريخ في 19 فبراير الماضي من العاصمة الإيرانية طهران إلى مدينة النجف في العراق.

وفي 21 فبراير الماضي، سجلت لبنان أول حالة إصابة بالفيروس لإمرأة لبنانية عادت إلى العاصمة اللبنانية بيروت بعد زيارة مدينة قم بإيران، في رحلة طيران ماهان رقم W5112 بتاريخ 20 فبراير الماضي.

تهديد طاقم الطائرات

ونشرت بي بي سي مستند يؤكد أن أفراد طاقم الطائرات تم تهديدهم في أواخر فبراير، مع ظهور أعراض الإصابة بالفيروس على أكثر من 50 فرداً من أفراد طاقمها، فلجأ أفراد الطاقم إلى وسائل التواصل الاجتماعي للشكوى من عدم منحهم مستلزمات وقائية أو ملابس واقية.

ونشرت صحيفة “روزنامة شرق”، مقالاً عبر فيه العاملون في طيران ماهان عن قلقهم من عدم السماح لهم بالعزل الذاتي بعد عودتهم من الصين، وأنه تم إجبارهم على مواصلة العمل.

وفي 18 أبريل، وقع 1300 من العاملين في طيران ماهان على شكوي يتهمون فيها شركة الطيران بسوء إدارة الأزمة وتسببها في إنتشار الوباء.

كما ذكرت الشكوي أن مطالبات العاملين بمعدات الوقاية الشخصية التي أوصى بها اتحاد النقل الجوي الدولي، تجاهلتها الشركة، وأنهم كانوا متهمون بنقل الفيروس إلى أهاليهم وإلى البلاد.

ونشرت بي بي سي على صورة من اتفاق التزام بالسرية وزعته الشركة على العاملين في طيران ماهان، تهددهم فيه بمحاكمة جنائية إذا أعلنوا مايحدث.