تواصل النيابة العامة اليوم الأحد، تحقيقاتها فى واقعة غرق الطفل محمد الريدي البالغ من العمر 4 سنوات بحمام السباحة في نادي الزمالك، مما أدي لوفاته، وإستدعت النيابة بعض شهود العيان ورجال الأمن بالنادي والمسؤولين عن الحمام لسماع أقوالهم، والوقوف على ملابسات الواقعة، كما صرحت بتسليم جثمان الطفل إلى ذويه لدفنه.
وقررت النيابة إستدعاء عدد من المسؤولين والعاملين بالنادى للتحقيق معهم، من بينهم، المدير التنفيذي للنادى، اللواء علاء مقلد، والمهندس محمد فهمي المشرف على قطاع حمام السباحة، بالإضافة إلى عدد 15 فرد من أفراد طاقم الإنقاذ والمشرفين بالنادى.
كما وتحفظت أجهزة الأمن بقسم العجوزة على إثنين من المنقذين بالنادي وهم “عبد الرحمن صفوت وعمر طارق” بتهمة الإهمال والتسبب في وفاة الطفل.
وقرر مرتضى منصور رئيس النادى، تحويل 15 فرد من الأمن والمشرفين على حمام السباحة، الى التحقيق مع الإتجاه لفصلهم، فى الوقت الذى تقدم فيه المهندس محمد فهمي بإستقالته .
وقدم سمير صبري، المحامي بالنقض والدستورية العليا، بلاغاً جديداً للنائب العام ضد مرتضى منصور يتهمه فيه بالإهمال في إدارة نادي الزمالك.
وقال “صبري” في البلاغ، فوجئت بكارثة إنسانية وهي وفاة طفل يبلغ من العمر أربع سنوات، أثناء تواجده بصحبة أسرته بنادي الزمالك على أثر سقوطه بحمام سباحة بانوراما الذي يبلغ عمقه 7 أمتار بمجمع حمامات السباحة الجديد بنادي الزمالك، دون وجود أي منقذين أو مشرفين على ذلك الحمام، حيث قام بإخراجه من قاع الحمام بعض رواد النادي بعد فترة طويلة من سقوطه، وقد توفى بعد وصوله إلى المستشفى.
وأشار سمير صبري، المحامى، إلى أن الإعلامي عبد الناصر زيدان إستقبل مداخلة تليفونية من أستاذ علاء عبر قناته على موقع “اليوتيوب”، والذي أفاد بسوء الخدمات داخل النادي وسوء المعاملة وزيادة الأعضاء عن السعة الإستيعابية للنادي وتفشي الإهمال به.
ولفت إلى أن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، بل قام المبلغ ضده بعقد إجتماع قبل الواقعة بساعات، قام فيه بجمع المنقذين والمشرفين على حمامات السباحة، تاركاً حمامات السباحة دون أي رعاية أو إشراف ليقوم بتعنيفهم وتوجيه الإتهامات، واللوم لهم لأسباب لا تتعلق بعملهم مكللا كل جهوده في توجيه الاتهامات والإساءات للآخرين، تاركاً النادي دون رعاية أو اهتمام وأن ما يدعيه من إنجازات بالنادي ووضعه على مصاف الأندية العالمية ما هو إلا كارثة كبرى وإهمال فج؛ نتج عنه وفاة ذلك الطفل الصغير داخل حمام السباحة الخاص بالنادي.
وطالب المحامي بإصدار الأمر بالتحقيق في الواقعة موضوع البلاغ، وإتخاذ الإجراءات القانونية ضد مرتضى منصور تمهيداً لإحالته للمحاكمة الجنائية.
وفى ذات السياق، قال مصدر بنادى الزمالك أن النادي قام بالإستغناء عن عدد كبر من العاملين بالنادي من بينهم عدد من المنقذين خلال الفترة الماضية نظراً لأزمة فيروس كورونا وما نتج عنها من توقف النشاط الرياضى، وأشار المصدر الى ان حمام السباحة الذى شهد واقعة غرق الطفل كان يتواجد عليه إثنين من المنقذين فقط وأنه حمام كبير يحتاج الى 6 منقذين.
وأضاف المصدر أنه حتى شهر يناير الماضي كان عدد المنقذين 120 على 18 حمام سباحة بالنادى، وتم تقليلهم بعد رحيل 400 موظف من النادي بينهم 70 منقذ، بسبب أزمة فيروس كورونا، وتقليل مرتباتهم إلى ألف و1200 جنيه.
وأشار المصدر الى أن رئيس الزمالك عقد إجتماع قبل الحادثة بساعتين مع المنقذين، بسبب إكتشاف أنهم يكرهوا أبنائه، عبر رسائل بينهم على جروب على الواتس آب خاص بالمنقذين.
وأوضح المصدر أن عدد من الكشافات كانت مطفية، وقت سقوط الطفل، وحمام السباحة المفترض يتواجد عليه من 4-6 منقذين، ولكن تم تقليل الأعداد ليصبح إثنين من المنقذين فقط بقرار من إدارة النادى منذ قرار رحيل 70 منقذا، كما أنه لا يجب أن يكوم مسموحاً بنزول أطفال فى حمام سباحة عمقه 7 متر.
وكانت شرطة مباحث العجوزة تلقت بلاغاً من أمن نادي الزمالك يوم الجمعة الماضي بسقوط طفل في حمام السباحة، وتم نقله إلى مستشفى العجوزة في محاولة لإنقاذه، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة بمجرد دخول المستشفى.
وكان الطفل “محمد الريدى” يبلغ من العمر 4 سنوات ونصف، غرق فى أحد حمامات السباحة داخل مقر نادي الزمالك بميت عقبة، مساء الجمعة، وتم نقله الى مستشفى الشرطة بالعجوزة فى حاله خطره ووضعه على جهاز التنفس الصناعي بين الحياة والموت ولكنه توفي بعد ساعات قليله.
وقال أحد شهود العيان على الواقعة بنادى الزمالك، أن أم الطفل كانت تشكو للمسئولين عن الحمام بسبب الزحام الشديد في الحمامات، حيث وصل عدد المتواجدين في الحمام الواحد لأكثر من 50 فرد، خاصة أن اليوم هو يوم أجازة رسمية، وهناك الكثير من الأعضاء المتواجدين بالنادى.
وأثناء شكوى الأم للمسؤلين على حمام السباحة فوجئت بأن “العوامة” التي كان يتواجد بها ابنها فارغة، وقامت بالبحث عن نجلها بمساعدة آخرين، ولكن دون جدوى إلى أن وجدوه في قاع حمام السباحة غارقاً، وتم نقله إلى المستشفى قاطعاً النفس.