فقدان حاسة الشم والتذوق بعد كورونا
فقدان حاسة الشم والتذوق وكورونا

متى تعود حاسة الشم لمرضى كورونا وعلاج فقدان حاسة الشم والتذوق قبل تلف العصب

مع ظهور فيروس كورونا المُستجد لأول مرة كان العرض الرئيسي المميز له هو فقد حاسة الشم والتذوق لمرضي كورونا، والتي تعتبر من الأعراض المؤكدة للإصابة بالفيروس، وكذلك من أعراض بعد التعافي من كورونا.

حيث يُعاني 35% من مرضى فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، من فقد حاسة الشم وأحياناً فقد حاستي الشو والتذوق معاً، بينما 86% يُعاني من إضطرابات في تمميز الروائح وشم روائح كريهة.

والأمر لا يقتصر على فقد حاسة الشم فقط، لكن يمكن شم رائحة كريهة غير موجودة، أو تغير رائحة المواد المعروفة، أو تغير مذاق الطعام.

لذا أصبح فقد او ضعف حاسة الشم من الأعراض المرضية المؤكدة للإصابة بالفيروس، والتي تم الكشف مؤخراً أنها لم تعود كما كانت إلا بعد فترة زمنية محددة.

وأثار موعد عودة حاسة الشم بعد الإصابة بفيروس كورونا والتعافي منه جدلاً بين الأطباء لإختلاف موعد عودتها بين المتعافين، ومدة إستمرار فقدانها، خاصة مع شكوي بعض المتعافين من استمرار حاسة الشم معدومة، لشهور بعد التعافي وليس لأيام وأسابيع فقط، بينما أصبحت حاسة الشم لدي البعض ضعيفه.

ونشرت مجلة “انترنال ميدسن” دراسة علمية مؤخراً جرت علي 2500 مريض كوفيد-19، من 18 مستشفى أوروبية ووجدوا أن هناك ضعف حاسة الشم أو فقدانها بشكل كلي، لدى أغلب الحالات.

وأوضحت الدراسة أن حاسة الشم لدي حوالي 95% من الأشخاص المصابين بحالات خفيفة من “كوفيد-19” تعود في خلال 6 أشهر.

وكان متوسط مدة ضعف حاسة الشم 21 يوماً، لكن 25% من المصابين أفادوا أن حاسة الشم لديهم لم تتعاف تماماً حتى بعد مرور شهرين.

وقال القائمين على الدراسة، “أن 95% من المرضى يسعيدوا حاسة الشم بالكامل في خلال ستة أشهر من الإصابة”.

وقال تقرير صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الذي شمل البالغين مع اختبار فيروس كورونا “كوفيد-19 إيجابي” بين مارس ويونيو 2020، أن أن أغلب المرضى يفقدون حاسة الشم والتذوق لمدة بين 10 و14 يوم.

وكانت أطول مدة تم الإبلاغ عنها للمرضى البالغين الذين ليس لديهم حاسة شم هي 10.5 أيام ولم يكن لديهم حاسة تذوق كانت 10 أيام، ولكن بينما يمكن أن يتحسن فقدان حاسة التذوق والشم في غضون أسبوعين، إلا أنه قد يستمر لفترة أطول لدى بعض المرضى.

فقد حاسة الشم بكورونا قد يكون دائم في حالة تلف أعصاب حاسة الشم بالمخ

وعلي جانب أخر، كشف بحث المعهد الوطني للصحة (NIH) أن فيروس كورونا يمكن أن يسبب تلف في مناطق وأعصاب بالمخ نتيجة استجابة الجسم الالتهابية للعدوى الفيروسية.

وأشار الباحثون القائمون علي الدراسة التي نُشرت في مجلة New England الطبية، أن تلف الأعصاب قد يكون بسيط مثلما يؤثر في أعصاب البصلة الشمية، وهي منطقة عصبية في الجزء الأمامي من المخ، وتتحكم في حاسة الشم والمعنية بإدراك وتمييز الروائح.

بينما قد يكون التلف العصبي بالمخ شديداً بسبب شدة استجابة الجسم الالتهابية للعدوى، وكشفت الفحوصات وجود نزيف في مناطق الدماغ مرتبطة بمعدل ضربات القلب والتنفس.

وبإستخدام ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي عالي الطاقة لفحص أدمغة مرضى “كوفيد” المتوفين، اكتشف باحثون أمريكيون من المعهد الوطني للصحة (NIH) تلفا أعصاب في منطقة تتحكم في حاسة الشم، وجذع الدماغ الذي يتحكم في التنفس.

وأوضح الدكتور أفيندرا ناث، في مجلة New England الطبية، إن الباحثين وجدوا أن أدمغة مرضى “كوفيد-19” “قد تكون عرضة لتلف الأوعية الدموية الدقيقة”.

ودرس الفريق أنسجة المخ لـ 19 شخصا، تتراوح أعمارهم بين 5 و73 عاما، توفوا نتيجة مضاعفات الإصابة من فيروس كورونا، بعضهم توفي بعد فترة قصيرة جداً من الإصابة، والبعض الآخر بعد شهرين.

علاج فقدان حاسة الشم والتذوق

طبيب: العلاج السريع ينقذ المريض من تلف عصب شم وتمميز الروائح بالمخ

وقال الطبيب الروسي، عبد الله خوجهايف أنه لتحديد علاج فقدان حاسة الشم والتذوق يجب معرفة سبب فقدها.

وأضاف خوجهايف، أن عودة وصول الهواء إلى النهايات العصبية الموجودة في الأنف هي مسألة وقت تختلف من شخص إلى آخر.

وأوضح خوجهايف أن فيروس كورونا المستجد يؤدي إلى تورم في الغشاء المخاطي للأنف مما يسبب فقدان المريض لحاسة الشم أو ضعفها، مثل فقدان حاسة الشم المؤقت بعد الزكام، وفي تلك الحالة يستخدم المريض أدوية مضادة للهيستامين مثل أدوية الحساسية والرشح والزكام، وتعود حاسة الشم سريعاً في تلك الحالات وهي الأغلبية.

وفي ذات السياق أكد الدكتور حاتم بدران، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية طب قصر العينى، علي سرعة علاج فقدان حاسة الشم والتذوق في حالة تلف عصبي، الذي ينتج عنه فشل توصيل الإشارات الكهربية بالمخ لمراكز أعصاب حاسة الشم وتمييز الروائح.

وقال أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية طب قصر العينى، أنه يجب علاج أى عصب فى الجسم علاجاً فورياً وقويا من أول يوم، ليحدث تجديد فى أنسجة الجسم حال حدوث أى مشكلة، ولكن يصعب ذلك فى الخلايا العصبية، ولذلك فالوقت عامل حاسم في التعافي، موضحاً أن واليوم الواحد يفرق مع علاج فقدان حاسة الشم لدي المريض وسرعة عودة الحواس، ومعدل شفاء العصب.

وأضاف “بدران” في حالة فقد حاسة الشم والتذوق، يجب علاجهم سريعاً للحفاظ على عصب الشم من التلف الدائم.

وحذر بدران من إنتظار المريض أن تعود حاسة الشم والتذوق تلقائياً، لأن ذلك يحرم المريض من فرصة التعافى الكامل السريع، بل يؤدى لتطور درجة الإصابة لدرجة متوسطة أو شديدة

كما حذر طبيب مستشفي قصر العيني من علاج فقدان حاسة الشم والتذوق بوسائل مثل مضغ البصل، أو وضع زيت أو خل فى الأنف، موضحها ان كل ذلك خرافات غير علمية ويمكن أن تدمر أنسجة الأنف للأبد.

طريقة استرجاع حاسة الشم بتدريب الروائح

ويقول كريسي كيلي، مؤسس AbScent، وهي مؤسسة خيرية بريطانية تساعد الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشم، بالرغم من أنه ليس علاجاً، فإن التدريب على الشم هو شكل من أشكال العلاج الطبيعي للأنف.

ويتطلب تدريب الأنف علي الإساس بالروائح بإستخدام روائح نفاذة، منها مع 4 زيوت أساسية، وهي زيوت الورد والليمون والقرنفل والأوكالبتوس، لتحفيز وتضخيم الأعصاب في الأنف المسؤولة عن الرائحة.

ولكي تكون فعالة، يُنصح المرضى الذين يتعافون من كورونا بإستنشاق كل زجاجة لمدة تصل إلى 20 ثانية، مرتين في اليوم، لمدة 4 أشهر على الأقل.

وشدد كيلي على أنه يمكن استبدال الزيوت العطرية بأي شيء ذي رائحة مميزة، مثل القهوة أو التوابل.

كيف تعود حاسة الشم لمريض كورونا؟

من جانبه، قال الدكتور عادل خطاب، أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة عين شمس، وعضو اللجنة العليا للفيروسات بوزارة التعليم العالي، أن عودة حاسة الشم التي يفقدها مريض كورونا، تعود من خلال تناول المريض فيتامينات ب 6 ب 12.

وأوضحع أستاذ الأمراض الصدرية، أن فقدان حاسة الشم يكون عبارة عن إصابة في الأطراف العصبية، والفتامين بـ 6 و12 يساعدان على عودة حاسة الشم، وليس أي شيء آخر، ويجب أن يكون تناول الفيتامينات عن طريق الطبيب المعالج.

وأضاف عضو اللجنة العليا للفيروسات بالتعليم العالي، أن شائعة قشر البرتقال أو النشوء يساعدان في عودة حاسة الشم غير صحيحة، موضحاً أن أغلب ما يتداوله البعض علي صفحات التواصل الإجتماعي بشأن طرق علاج فقدان حاسة الشم، ليس صحيح، وهناك أقاويل كثيرة، يكتبها كثيرين قد تكون مضره أكثر للمريض، ولا أحد يحاسبهم.