حينما قررت المؤسسات الرياضية الدولية تفعيل دور الجمعيات العمومية للهيئات الأهلية التابعة لها فى كل الدول، كان ضمن أهدافها ألا تتحكم الحكومات فى مجالس إدارة تلك الهيئات.. ولكن الهدف الأصلى ألا يتحكم الأفراد فى مصير هيئاتها وأن تكون الجمعيات العمومية هى الرقيب الأساسى والدائم.. فذلك هو الطريق القصير للتنمية والنجاح.
لم تضع المؤسسات الدولية فى حساباتها الطرق الملتوية وأساليب السيطرة على الجمعيات العمومية من بعض الأفراد.
من هنا تجىء الأزمة اللاحقة بنادى الزمالك العريق.. ولو أرادت جمعية الزمالك مصلحة ناديها لتصدت لتجاوزات مجلس إدارتها سواء كانت تلك التجاوزات بقصد أو دون قصد..
للأسف فإن أعضاء النادى يدلون بآرائهم وبأصواتهم وتحكمهم فيها العواطف والمجاملة ولا أقصد الانتخابات ولكننى أقصد لائحة النادى المعتمدة قبل شهور وهى لائحة فريدة تم تفصيلها لبعض الناس وليس لمصلحة كل الناس..
واستنادًا للائحة النادى المعتمدة من جمعيته العمومية تكون مقاومة مجلس الإدارة الحالى لكل أجهزة الدولة الرقابية التى ذهبت إلى النادى لإصلاح حاله المالى.. ولا يمكن إخضاع المال العام لوجهات النظر أو الانفعالات أو العناد فذلك هو العبث.. وإنما تحكمه لوائح وقوانين فالمال بالنهاية لا يمتلكه الأفراد وإنما الدولة ذاتها..
أخطأ مجلس إدارة الزمالك بالتحايل على القوانين واللوائح لمجرد خلافات مع مجالس سابقة أو مع مؤسسات حكومية أخرى كالضرائب والتأمينات وغيرها.. فرفض المجلس الحالى سداد ديون النادى تحت شعار الحفاظ على أمواله.. ورفض سداد الدين لا يمكن أبدًا اعتباره حفاظًا على المال فتلك فوضى غير مقبولة..
الزمالك الآن تحت قبضة اللجان الرقابية والمشهد العام وحديث وسائل الإعلام عنه وعن مجلسه يقلل كثيرًا من قيمة النادى وتاريخه وتجب محاسبة من تسبب فيما يجرى من جمعيته العمومية أولا ثم من أى جهة أخرى..
يقينى أن الدولة المصرية الآن لا تسكت على الخطأ مهما يكن صاحبه أو المتسبب فيه وهذا السر الحقيقى فى استعادة الدولة لقوتها ومكانتها من جديد فى زمن قصير بعد فوضى سادت لسنوات قليلة..
من الصعب على المجلس الحالى تجاوز الأزمة الجارية بسهولة ولا تزال هناك ملفات كثيرة وتساؤلات وافتراضات ستظهر فى الأيام المقبلة.. وماذا كنا ننتظر من نادٍ يرفض معظم أفراد مجلسه قرار جمعيته العمومية بانتخاب نائب للرئيس ليس على هوى الرئيس.. ومجلس إدارة يتصادم مع كل من يخالفه الرأى داخل النادى أو خارجه.
لو حصرنا أزمات الزمالك فى السنوات الأربع الأخيرة فسيسقط من ذاكرتنا العديد منها.. وذلك من كثرتها بطبيعة الحال.. فهل يليق ذلك؟
المصدر: الأهرام الرياضى