تقدمت فايقة فهيم عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، موجه إلى وزير الشباب والرياضة، بشأن كارثة إنسانية داخل أحد المطاعم الموجودة بنادي بلاتينيوم فى التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، والتي تتمثل في وفاة شاب عامل شيف صعقًا بالكهرباء بواسطة الفرن الكهربائي المخصص لصناعة المخبوزات بالمطعم.
وذكرت فايقة، في طلبها: “بالبحث في أبعاد وملابسات وأسباب تلك الواقعة وجدنا أن النادي يفتقر إلى أكفأ أنواع الإشراف على الأمن الصناعي والمهني بالمطاعم الموجوده به من جانب وزارة الشباب والرياضة، فضلًا عن عدم وجود أي شكل من أشكال الرعاية الطبية أو الصحية الأولية به”.
وأضافت عضوه البرلمان:” ظل الطاهي طريح الأرض ينازع الموت لفترة ما لعدم وجود إسعافات أولية أو وسيلة نقل تقله إلى أقرب مستشفى من أجل محاولة إنقاذ حياته، وهذا ما لم يتم إلا بعد مضي ما يقرب من 20 دقيقة بواسطة سيارة خاصة مملوكة لأحد الأشخاص بالنادي”.
وتكمل قائلة: “يمكننا أن نقول إن إهمال الجهات والقطاعات الرقابية بوزارة الشباب والرياضة في الإشراف والرقابة على وسائل الأمن والأمان والسلامة بالنادي هي السبب الأصيل في وقوع ما لا تحمد عقباه، وهذا ما سيظل قائمًا بل وسيمتد إلى باقي الأندية الخاصة الأخرى طالما تستمر تلك الحالة من السكون واللامبالاة من جانب الجهات المعنية بالأمر بالوزارة”.
وطالبت فى نهاية حديثها، الموافقة على إحالة طلب الإحاطة إلى لجنة الرياضة بالمجلس لدراستها وبحثها واتخاذ الإجراءات الملائمة والمناسبة حيالها.
ومازالت صرخات اعضاء الاندية الخاصة الذين تم خداعهم بالاشتراك فى أندية رياضية، واكتشفوا بعد ذلك انها اندية خاصة يمتلكها رجال أعمال انشأوها بالتحايل على القانون وبدون الحصول على التراخيص اللازمة من وزارة الشباب والرياضة.
ويذكر أن الاندية الخاصة لم يكن لها ذكر أو تعريف فى قانون الرياضة القديم، وهى مجموعة من المنتجعات او الحدائق التى تضم بعض الملاعب وحمامات السباحة والمطاعم والكافيهات، وتتاجر باسم الرياضة وتنتحل صفة”نادى رياضى” بالمخالفة لقانون الرياضة الذى وضع تعريفا للنادى الرياضى بأنه هيئة رياضية مستقلة وتتبع احكام قانون الرياضة بمجرد اشهارها طبقا لأحكام القانون.
ونص قانون الرياضة الجديد، فى المادة 72 التى تنص على انه لا يجوز لأى شركة خدمات رياضية مزاولة النشاط الرياضى بدون ترخيص مديرية الشباب والرياضة، وكذلك تمارس نشاطا تجاريا بدون ترخيص، واعلن جهاز حماية المستهلك عن تلقيه 300 شكوى من هذة الاندية الخاصة على رأسها نادى بتروسبورت ونادى سماش وبلاتينيوم وجميعهم بالقاهرة الجديدة، والتى تتنصل وزارة الرياضة من مسئوليتها وترفض التدخل فى شئونها وحماية اعضاءها وموظفيها بداعى انها غير مرخصه لدى الشباب والرياضة!!!!
كما ردت لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب عن تقدمها ببلاغ للنائب العام ضد تلك الاندية بعد ان تقدمت النائبة سيلفيا نبيل بطلب احاطة لرئيس مجلس النواب تطالب فيه بالتحقيق فى أزمة تلك الاندية وتقين اوضاعها لحماية حقوق اعضاءها.
فلماذا إذن يتراخى وزير الرياضة من مواجهة اصحاب تلك الشركات من رجال الاعمال لمراقبة تلك الاندية فنيا وماليا واداريا مثل باقى الاندية الرياضية لحماية اموال الاعضاء لحين تقنين أوضاعها لحمايه المواطنين المترددين عليها وحمايه ابسط حقوقهم فى الامن والأمان..!!؟
والد الضحية: ابنى مات صعقا بالكهرباء أمام زملائه.. وأطالب النيابة بالتحقيق في شروط الأمن الصناعى بالأندية الخاصة
وكان أحمد خالد إبراهيم، 24 عاماً، مساعد شيف، مات صعقا من الفرن الكهربائى المخصص لصناعة المخبوزات بأحد مطاعم نادى بلاتينيوم المؤجرة لشركات ادارة، وذلك نهاية الشهر الماضى.
استمر جسد أحمد في الحركة على الأرض أمام صدمة زملائه عدة دقائق، حتى لفظ آنفاسه الأخيرة بعد صراع بطيء، ومؤلم، وغير متكافئ.
وأرجع والد الضحية سوء التصرف وعدم المسارعة للاتصال بسيارة إسعاف إلى تخوف جميع العاملين من المسئولية، حتى هرع أحد العاملين في مطعم مجاور وأحد رواد النادي إلى مكان الحادث وتطوعا لنقله إلى مستشفى بالتجمع الاول، اعتقادا منهم بأنه مازال على قيد الحياة.
وبدأ أطباء الطوارئ بالمستشفى محاولة يائسة لضخ الدماء في عروق الشاب دون جدوى، فأعد مدير المستشفى تقريرا يؤكد إصابة أحمد بصعق كهربائى شديد أودى بحياته وتحرر محضر بالواقعة رقم 3344 لسنة 2018 إدارى التجمع الأول، وأخطرت النيابة للتحقيق.
انهار والد أحمد فور تلقيه اتصالا هاتفيا يطالبه بالحضور للمستشفى لتسلم جثة نجله الذي لم يكمل دراسته الجامعية.. حاول التشكيك فيما يسمعه من الطرف الآخر فقاطعه بنبرة صادمة: “ابنك مات.. تعالى بسرعة”.
الجثة كانت مسجاة في ثلاجة المستشفى.. الصمت حاضر وغاب زملاء ابنه ومديروه.. وثارت تساؤلات في عقل الأب المكلوم عن ظروف الوفاة وملابساتها، وما الذي جاء بالجثمان هنا تحديدا.
في محضر الشرطة.. تحدث الشاهد الوحيد الذي مثل أمام جهات التحقيق في الواقعة، وهو عبدالله محمد، الذي يعمل فى مطعم مجاور، قال إنه سمع صوت صراخ شديد، وعندما استطلع الأمر وجد الشاب ملتصقا بالفرن بفعل الكهرباء، وتم قطع التيار الكهربائى وتم نقله بعد ذلك إلى المستشفى.
بينما ذكر الأب المكلوم في المحضر أن ابنه كان يبنى مستقبله، ولديه أمل فى الحياة، وسعى للعمل بجد وهو طالب لكى يحقق ذاته، ولكن جاء الحادث المؤلم ليقضى عليه دون سابق إنذار.
واتهم الأب صاحب المطعم بالإهمال الجسيم، موضحا أن الفرن الكهربائى لابد أن يكون مؤمنا من ناحية التوصيلات الكهربائية، ومعزولاً مع وصلاته عن ملامسة العاملين.
واستطرد بمرارة: صاحب المطعم لم يسأل عنه ولم يعرف مصيره، وفور نقل الجثة من المطعم استمر تشغيل المطعم، حتى أن أحدا لم يتصل هاتفيا لتقديم واجب العزاء.
وألقى الأب جزءا من المسئولية أيضا على النادي لافتقاره لإمكانية تقديم الإسعافات الأولية لمثل هذه الإصابات، مشيرا كذلك إلى عدم انتقال الشرطة الى المطعم لمعاينة كيفية وقوع الحادث.
وطالب والد الشاب المتوفي بفتح تحقيق عاجل بإشراف النائب العام لكشف ملابسات الحادث وتوجيه اتهام للمتسبب فى الوفاة، واستطلاع ما إذا كانت إجراءات الأمن الصناعى متوفرة في هذا النادي الخاص من عدمه.