كشف التقرير الإسبوعي الصادر عن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها التابع للاتحاد الأوروبي، عن إكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا المُستجد في مصر.
وذكر المعهد الوطني للصحة العامة في النرويج الذي إكتشف السلالة الجديدة في بلاده من خلال التحليل الجيني لمصاب بفيروس كورونا قادماً من مصر، أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا القادمة من مصر، مازالت تحت الفحص ولم يتحدد مدي إختلافها عن السلالات السابقة من حيث قوة الإنتشار أو المرض.
وأطلق المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض على السلالة المصرية اسم C.36، وهي تحور مزدوج حيث جاءت نتيجة إندماج طفرتين معاً أحدهم الطفرة التي ظهرت في في السلالة الهندية وسلالة كاليفورنيا L452R، والثانية الطفرة التي ظهرت في الصين وأوروبا نهاية عام 2020.
وكان تم إكتشاف طفرة L452R، لأول مرة في كاليفورنيا، والتي من المتوقع أنها تزيد من العدوى الفيروسية، وفعالية هروب الفيروس من الجهاز المناعي، وتسببت مؤخراً في تفشي واسع النطاق للفيروس في كاليفورنيا.
أما الطفرة الثانية في السلالة المصرية، تُسمي D614G وتم إكتشافها لأول مرة في الصين وأوروبا في ديسمبر 2020، والتي تزيد من العدوي أيضاً.
معلومات عن السلالة المصرية من كورونا
وقال المعهد الوطني للصحة العامة في النرويج، أنه يوجد نسختان من سلالة C.36، حسبما أظهرت الإصابات، إحداهما بها تغييرات وطفرات أكثر من الأخرى.
ويقول كاميلا ستولتنبرغ، مدير معهد الصحة العامة بالنرويج، إنه تم رصد هذه السلالة بنسختيها في مجموعات صغيرة، ومحدودة حتى الآن في النرويج.
وأضاف “ستولتنبرغ”، أن كلتا النسختين لهما طفرة تسمى “L542R” وهي طفرة في بروتين سبايك وهو بروتين على جدار الفيروس مسؤول عن ارتباطه بالخلايا البشرية، مشيراً الي أنه تم العثور على هذه الطفرة أيضًا في السلالة الهندية وسلالة كاليفورنيا.
وأوضح “ستولتنبرغ”، أنه تم اكتشاف النسخة ذات الطفرات الأقل من سلالة C.36 في تفشيات في مدينتين فقط في شهر أبريل الماضي.
وتابع مدير معهد الصحة العامة بالنرويج، أن النسخة الأكثر تغيرًا من السلالة المصرية تحتوي على سبع طفرات، وطفرة محذوفة تسببت في فقد جزء من الحمض النووي للفيروس، وهذه النسخة اكتشفت في مدينة تروندهايم.
وذكر “ستولتنبرغ”، أنه بالنسبة للطفرة المحذوفة هذه فهي تتواجد أيضًا في النسخة البريطانية، وهناك أسئلة مثارة حول تأثيرها السلبي على اللقاحات.
لماذا اتهام مصر بأنها مصدر السلالة الجديدة؟
وحسب ما أعلنه مسؤولو الصحة في النرويج، فإن الإصابات المكتشفة للسلالة الجديدة، كانوا لأشخاص سافروا إلى مصر مؤخراً، وآخرين أصيبوا بعد الإختلاط معهم.
وذكر تقرير معهد الصحة العامة بالنرويج، إنه كان هناك العديد من إصابات فيروس كورونا بهذه السلالة سابقاً لنرويجيين قادمين من مصر، لكن لم يتم الإعلان عن هذا الانتشار إلى الآن.
حيث قام معهد الصحة العامة بإخطار نظام الإنذار المبكر والاستجابة حول تفشي السلالة المصرية (C.36)، ليتم إدراجه في قائمة الفيروسات التي تتم مراقبتها.
يذكر أن هذه السلالة حتى الآن لم تضف إلى قائمة السلالات البالغة الخطورة مثل السلالة الهندية) أو قائمة السلالات ذات الأهمية، لكنها في قائمة السلالات تحت المراقبة، وهو ما يعني وجود إهتمام بمتابعتها بسبب التغيرات التي طرأت على الفيروس.
إضافة السلالة المصرية الي السلالات تحت المراقبة
وفي التقرير الإسبوعي حول سلالات فيروس كورونا، للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها التابع للاتحاد الأوروبي الصادر يوم 6 مايو 2021، تم إضافة السلالة المصرية الي قائمة السلالات تحت المراقبة.
وبحسب القائمة، فإن هذه السلالة تحتوي علي طفرتين قديمتين ولكن لأول مرة يندمجا معاً في سلالة واحدة.
يُذكر أن الوكالة الأوروبية تدرج هذه السلالات بهذه القائمة من خلال رصدها عبر فحص المتغيرات الجينية القائمة على قواعد الحمض النووي، أو الأدلة العلمية الأولية.
وهناك بعض الدلائل على أنه يمكن أن يكون لهذه السلالات خصائص مماثلة لتلك الموجودة في السلالات المضافة لقائمة السلالات المثيرة للقلق، ولكن الدليل على ذلك لايزال ضعيف أو لم يتم تقييمه بعد من خلال الوكالة، حيث يجب أن يكون هناك دليل على وجود تفشي مجتمعي لهذه السلالة في مكان آخر من العالم أولًا.
اما ما يُطمئن في السلالة المصرية الذي قد يكون مطمئن حتى الآن، هو أن تصنيف هذه السلالة علمياً مُصنفها أنها lineage وليست strain.
وlineage تعني أنها سلالة قديمة حدثت لها طفرات لكن لم تؤثر على وبائية الفيروس نفسه من حيث قوته وإنتشاره، بينما إذا حدث تغير في طبيعة الفيروس الوبائية أصبح في هذه الحالة strain أو سلالة جديدة.
المصدر: موقع المركز الأوربي لمكافحة الأمراض
إجراءات احترازية إضافية مع ظهور تحورات جديدة لفيروس كورونا
وفي ذات السياق، أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، عن اتخاذ إجراءات احترازية إضافية لمواجهة تفشي فيروس كورونا بالحجر الصحي بجميع منافذ دخول البلاد، بالتزامن مع ظهور تحورات جديدة للفيروس بعدد من دول العالم.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مساعد وزيرة الصحة والسكان للإعلام والتوعية والمتحدث الرسمي للوزارة، أن الوزيرة أكدت تطبيق الإجراءات الإحترازية الإضافية بالحجر الصحي بجميع منافذ دخول البلاد (البرية، البحرية، الجوية)، وتتضمن إجراء فحص الحمض النووي السريع (ID NOW)، لجميع الوافدين إلى البلاد سواء للمصريين أو غير المصريين من الدول التي ظهر بها تحورات للفيروس، بالإضافة إلى فحصهم ظاهريًا وتوقيع الكشف الطبي عليهم.
وأضاف “مجاهد” أن الوزيرة أشارت إلى أن فحص الحمض النووي السريع هو أحد التقنيات الحديثة التي تتميز بالسرعة والدقة في الكشف عن الإصابات في مدة لا تتجاوز 15 دقيقة فقط، كما أكدت استمرار تطبيق قرار رئيس مجلس الوزراء بشأن الضوابط والإجراءات والاشتراطات الصحية للوافدين إلى مصر سواء للمصريين أو غير المصريين وهي عدم دخول البلاد إلا بعد الحصول على شهادة pcr تفيد الخلو من فيروس كورونا.
وأوضح ” مجاهد” أن الوزيرة أكدت أن الإجراءات الوقائية والاحترازية الاستباقية التي اتخذتها مصر بجميع منافذ دخول البلاد فور تحذير منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى الالتزام الكامل بتطبيق قرار رئيس مجلس الوزراء ساهم بشكل كبير في خفض معدلات الإصابة، وحماية مصر من دخول أي تحورات جديدة للفيروس.
وأشار “مجاهد” الي أن الوزيرة شددت على استمرار تطبيق كافة إجراءات الترصد الوبائي لفيروس كورونا بالحجر الصحي بجميع منافذ دخول البلاد، وكذلك استمرار إجراء كافة الفحوصات المعملية والإكلينيكية للوافدين إلى مصر من جميع دول العالم، مشيرًا إلى مناظرة 5 ملايين و411 ألفًا و933 من القادمين من الخارج بالحجر الصحي بجميع منافذ الدخول منذ بداية الجائحة.
إستمرار إرتفاع اصابات ووفيات فيروس كورونا في مصر
وسجلت وزارة الصحة والسكان، أمس الجمعة، 1125 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المُستجد، و65 حالة وفاة جديدة بالفيروس.
وقال الدكتور خالد مجاهد مساعد وزيرة الصحة والسكان للإعلام والتوعية والمتحدث الرسمي للوزارة، إنه تم خروج 811 متعافيًا من فيروس كورونا من المستشفيات، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 175 ألفا و928 حالة حتى اليوم.
وذكر المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أن إجمالي عدد حالات الإصابة من فيروس كورونا المُستجد الذي تم تسجيله في مصر حتى اليوم، هو 235 ألفا و140 من ضمنهم 175 ألفا و928 حالة شفاء، و13 ألفا و779 حالة وفاة.