حملة شلل الاطفال
حملة شلل الاطفال

مصر تطلق حملة تطعيم شلل الأطفال بعد ظهور 10 عينات إيجابية للفيروس

حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنتشار فيروس شلل الأطفال والحصبة خلال الفترة القادمة، نظراً لأنه ما يقرب من 23 مليون طفل  حول العالم لم يتلقوا التطعيمات الروتينية العام الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا “كوفيد-19″، وهو أعلى رقم منذ أكثر من عشر سنوات، مما أدى إلى تفشي الحصبة وشلل الأطفال وأمراض أخرى كان يمكن الوقاية منها.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يمكن أن تكون الحصبة، أحد أكثر الأمراض المعدية في العالم، وقاتلة للأطفال دون سن الخامسة، خاصة في البلدان الإفريقية والآسيوية ذات النظم الصحية الضعيفة.

كما يمكن لشلل الأطفال أن يصيب الطفل بشلل يصاحبه مدى الحياة وقد يؤدي للوفاة.

وقالت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة في تقرير سنوي، إن الفجوة العالمية في تغطية التلقيح أدت إلى عاصفة كاملة، مما ترك المزيد من الأطفال عرضة لمسببات الأمراض المعدية تماماً، وسط بدء العديد من الدول التخفيف من قيود كوفيد-19.

ومثلت 10 دول، بقيادة الهند ونيجيريا، الجزء الأكبر من الـ 22.7 مليون طفل غير المحصنين أو من لم يتلقوا التطعيم الكافي ضد الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي (DTP) في عام 2020، بزيادة 3.7 مليون عن عام 2019 وهي الأكبر منذ عام 2009.

وأضاف التقرير أنه تم تسجيل حالات إنتشار كبيرة ومدمرة للحصبة في النقاط الساخنة، بما في ذلك أفغانستان ومالي والصومال واليمن.

وأضاف التقرير أيضاً، أن نحو 22.3 مليون طفل تخلفوا عن جرعتهم الأولى من لقاح الحصبة العام الماضي – على الرغم من وجود تداخل كبير على الأرجح مع أولئك الذين يفتقرون إلى تغطية لقاح DTP – وهي أدنى تغطية ضد المرض القاتل منذ 2010.

ومن جانبها، قالت مديرة التحصين بمنظمة الصحة العالمية، كيت أوبراين، “لقد أدت جائحة فيروس كورونا إلى تراجع كبير في تطعيم الأطفال، وأعادنا إلى الوراء أكثر من عقد”.

وأضافت أوبراين، “في عام 2021 سنواجه عاصفة كاملة على وشك الحدوث ولا نريد الوصول إلى تلك العاصفة حتى ندق جرس الإنذار. نحن نقرعه الآن”.

وأكدت أن منظمة الصحة العالمية حثت الدول على عدم رفع إجراءات الصحة العامة والتباعد الاجتماعي قبل الأوان عندما تبدأ في الخروج من الوباء، لكن ما دام هذا يحدث فسنشهد المزيد من انتقال مسببات الأمراض التي يمكن الوقاية منها بواسطة اللقاحات.

وقال رئيس قسم التحصين في اليونيسف، إفريم ليمانغو، إن هناك زيادة مقلقة في عدد الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعة تطعيم – الذين لم يحصلوا على أي لقاح – حيث ارتفع إلى 17.1 مليون في العام الماضي من 13.6 مليون. مضيفاً إن الكثير منهم يعيشون في بلدان مزقتها الحروب أو في أحياء فقيرة.

وكشف التقرير أن 66 دولة أجلت حملة تحصين واحدة على الأقل ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها بسبب جائحة كورونا، على الرغم من أن بعضها، بما في ذلك المكسيك، بدأ برامج للحاق بالركب.

إرتفاع حالات فيروس شلل الاطفال عالمياً

وفي عام 2021، وحتي يوليو 2021، أبلغت 27 دولة عن ظهور فيروس شلل الاطفال من النوع الثاني، مابين عينات بيئية تم إكتشافها تحتوي علي سلالة الفيروس، ومابين مصابين بالفعل بالفيروس.

ومن تلك الدول السنغال 11 حالة، ونيجيريا 22 حالة، وتازخستان 16 حالة، و8 حالات في باكستات التي سجلت 135 حالة ايضاً في 2020، وحالتين في بنين وتسع حالات في الكونغو و8 حالات في جنوب السودان التي أبلغت عن 50 حالة في 2020.

هذا بالإضافة الي الدول التي أبلغت عن إكتشاف عينيات بيئية تحتوي علي الفيروس، مما ينذر بظهور مصابين وتفشي مجتمعي للفيروس، ومن تلك الدول مصر التي أبلغت عن 10 عينيات بيئية تحتوي علي فيروس شلل الأطفال من النوع الثان في المنتصف الأول من 2021.

وإذا كان السكان يعانون من نقص التطعيم ضد فيروس شلل الاطفال بشكل كبير، فهناك عدد كافٍ من الأطفال المعرضين للإصابة بفيروس شلل الأطفال المُشتق من اللقاح ليبدأ في الانتشار في المجتمع.

وإذا كان فيروس اللقاح قادرًا على الانتشار لفترة طويلة من الوقت دون انقطاع، فيمكن أن يتحور، وعلى مدار 12-18 شهرًا، يمكن أن يستعيد خطورته، وتسمى هذه الفيروسات فيروسات شلل الأطفال المنتشرة المشتقة من اللقاح (cVDPV).

وكلما انخفضت مناعة السكان، كلما طالت مدة بقاء هذه الفيروسات، وكلما طالت مدة بقائهم على قيد الحياة، زاد تكاثرهم وتغييرهم وتبادل المواد الجينية مع فيروسات معوية أخرى أثناء انتشارها في المجتمع.

وإذا تم تحصين السكان بشكل كامل ضد شلل الأطفال ، فسيتم حمايتهم من انتشار كل من السلالات البرية واللقاحات لفيروس شلل الأطفال.

وحالات فيروس شلل الأطفال المنتشر المشتق من اللقاح نادرة، على مدى السنوات العشر الماضية، وهي الفترة التي تم خلالها إعطاء أكثر من 10 مليارات جرعة من لقاح شلل الأطفال الفموي في جميع أنحاء العالم، أدى تفشي شلل الاطفال المشتق من اللقاح cVDPV إلى أقل من 800 حالة. وفي نفس الفترة، وفي غياب التطعيم بلقاح شلل الأطفال الفموي، كان من الممكن أن يصاب أكثر من 6.5 مليون طفل بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال البري.

المصدر: تقرير مظمة الصحة العالمية بتاريخ 12 يوليو 2021

عينات فيروس شلل الاطفال من البيئة

خطورة شلل الاطفال واعراض المرض

يُذكر أن شلل الأطفال هو مرض فيروسي شديد العدوى، يغزو الجهاز العصبي، ويصيب هذا المرض الأطفال الاقل من خمس سنوات بالدرجة الأولى.

والفيروس كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من العدوي، وينتقل الفيروس من شخص لآخر بصورة رئيسية عن طريق البراز، وبصورة أقل عن طريق وسيلة مشتركة مثل المياه الملوثة أو الطعام الملوث ويتكاثر في الأمعاء.

وتتمثّل أعراض الإصابة بفيروس شلل الأطفال الأوّلية في الحمى والتعب والصداع والقئ، وتصلب الرقبة والشعور بألم في الأطراف.

ومن بين كل 200 حالة إصابة بالعدوى، تُصاب حالة واحدة بشلل عضال (يصيب الساقين عادة)، بينما يتوفي بين 5% و10% من المصابين بالشلل بسبب توقّف عضلات التنفس عن أداء وظائفها.

حملة شلل الأطفال 2021 في مصر

ونظراً لكل ما سبق، وانه كانت توجد تحذيرات منذ نهاية 2020 بإحتمالية إنتشار مجتمعي لفيروس شلل الاطفال من النوع الثاني بعد ظهور أكثر من 1000 حالة عالمياً في 2020 مقارنة بأقل من 400 حالة في 2019 وأقل من 80 حالة في 2018، أطلقت مصر حملتين للتطعيم ضد شلل الاطفال، للأطفال الأقل من 5 سنوات وهو الأكثر عرضه للإصابة بالمرض.

كما أعلنت وزارة الصحة والسكان عن إطلاق حملتين جديدتين للتطعيم ضد شلل الأطفال، ستكون الحملة الأولي خلال شهر يوليو الجاري، علي أن تكون الحملة الثانية بعد شهر من الحملة الأولي.

وتستهدف حملة شلل الاطفال الجديدة تطعيم الأطفال من عمر يوم حتي عمر خمس سنوات، للمصريين وغير المصريين المقيمين في مصر.

وقالت وزارة الصحة أن عدد الأطفال المستهدفين من هذه الفئة العمرية أكثر من 16 مليون طفل على مستوى محافظات الجمهورية، والتطعيم عبارة عن نقطتين بالفم، وهو تطعيم أحادي التكافؤ من النوع الثاني، حيث يوجد 3 أنواع من فيروس شلل الأطفال، والمستهدف التطعيم ضده هو النوع الثاني الذي بدأ يظهر من جديد في بعض الدول.

الأعراض الجانبية لتطعيم شلل الأطفال

وأوضحت وزارة الصحة أن الأعراض الجانبية للتطعيم الفموي ضد شلل الأطفال بسيطة، وتتمثل في الشعور  بالتعب والإجهاد والتململ وآلام في الجسم والمفاصل أو القيء، ونادراً ما يحدث حساسية من التطعيم، تتمثل في صعوبة في التنفس، وتورم في الوجه والشفتين واللسان والحلق، وأكدت الوزارة أنه لا يتم إستكمال جرعات التطعيم للطفل، في حالة ظهور هذه الأعراض على الطفل بعد تطعيمه بالجرعة الاولي.

وأضافت الوزارة أن الحملة ستكون في جميع أنحاء محافظات، لافتة إلى أن تطعيم الأطفال من عمر يوم حتى 5 سنوات، من خلال جرعتين متتاليتين بفاصل زمني شهر بين كل جرعة، وذلك بهدف رفع المناعة المجتمعية، ضد مرض شلل الأطفال من النوع الثاني، بالتزامن مع ظهور المرض، بعدد من دول الجوار وإقليم شرق المتوسط.

وأكدت الوزارة أن فرق تطعيم حملة شلل الاطفال ستمر على المنازل، للوصول إلى جميع الأطفال المستهدفين بالتطعيم في جميع محافظات الجمهورية، وستتواجد فرق التطعيم المتحركة من الساعة الثامنة صباحًا حتى الخامسة مساءً، بمشاركة 90 ألف شخص من الفرق الطبية للقيام بأعمال الحملة، هذا بالإضافه الي فرق التطعيم الثابتة في مراكز ومكاتب الصحة من الساعة الثامنة صباحاً حتي الثامنة مساءً طوال أيام الحملة.