شهد المعهد القومي للأورام كارثة طبية بإكتشاف إصابة 15 شخص من الأطباء والتمريض بفيروس كورونا، وقال الدكتور حاتم أبو القاسم، مدير معهد الأورام، أن أول إصابة كانت لممرض، وبعد حصر المخالطين له وعمل تحاليل لهم، تأكدنا من إصابة 12 من طاقم التمريض و3 من الأطباء، وتم نقل جميع المصابين للعزل في مستشفي العجوزة، وجاري عمل تحليل لعدد 150 اخرين من الطاقم الطبي للتأكد من عدم وجود إصابات اخري للفريق الطبي.
وقال الدكتور ارميا محسن شفيق، نائب بالمعهد القومي للأورام، “انا بكتب الكلام ده و انا عارف كل تبعاته و متحمل نتايجها واتكلمت بما يكفى الفترة اللى فاتت فى جروبات نواب معهد الاورام، واتواصلت مع ادارة المعهد بقدر استطاعتى كنايب فى المعهد واتهددت باكتر من شكل و بتلميح و بطرق مباشرة انى هترفد وهتفصل من المعهد علشان بتكلم كتير و بعترض على الغلط.
وأضاف “محسن”، رغم اني عارف كل ده بكتب الكلمتين دول دلوقتى لأن اللى بيحصل بيعرض حياتى وحياة زمايلى و المرضى و أهلى للخطر بمعنى الكلمة ومينفعش يتسكت عليه اكتر من كده ومش خايف على مكانى فى نيابة الجامعة ولا التثبيت فى الوظيفة أكتر من خوفى على نفسى و اللى حواليا لانه دى حياتى وحياة أغلى الناس عندى ويا روح ما بعدك روح.
وتابع “محسن”، من وقت ظهور وباء فيروس كورونا كوفيد 19 فى مصر والأماكن الكبيرة زى القصر العينى تعاملت بامانة واحترافية بما يتناسب مع حجم إمكانيتها لتقليل كل الفرص المتاحة لإنتشار العدوى قدر الامكان و كانت الخطوات دى تتمثل فى غلق العيادات و تقليل الطاقة الى 30%، و تكوين فريق كامل لمكافحة الكورونا و تشخيصها، واتباع خطوات علمية فى مواجهتها و تقسيم الاطباء بالتبادل لمنع التكدس والاختلاط و تكوين أماكن عزل مجهزة ومخصصة و الاكتفاء بمعالجة حالات الطوارئ فقط لتقليل الضغط على الموارد الطبية من موارد بشرية او مستهلكات قد نحتاجها اجلا فى مواجهة الوباء.
وأكمل الدكتور ارميا محسن قائلاً، أغلب المؤسسات الكبيرة التزمت بكل ده ماعدا معهد الاورام، بدأنا الاول بصراع مفاده انه معهد الاورام ذات طبيعة خاصة وعيانين الاورام طوارئ كلهم و مينفعش نقفل مع اننا ياما بنقفل فى الاعياد و الاجازات الرسمية ومؤتمرات قسم الجراحة لكن الكورونا ماتستهلش اننا نقفل اسبوعين ونكتفى بالطوارئ علشان نقتل دورة المرض واللى لو اصاب مريض من مرضى الاورام معندهوش مناعة فهو ميت لا محالة.
وتابع “محسن”، وبعد ضغط و صراعات لاسابيع بدأت تيجى قرارات متاخرة و مش متناسبة مع حجم الازمة و تم البدء فى تقليل اعداد العمليات و منع الاقارب للدخول الى العيادات و تقليل عدد الحالات و اغلب القرارات ماتنفذتش او تم نفيذها جزئيا و بعضها كان على الورق فقط.
واستكمل “محسن”، بعدها بدأ يظهر تمريض داخل المعهد مصاب وفضل يجى المعهد أيام و هو مصاب واحنا منعرفش فاتعدى منه مرضى واطباء وتمريض، واترفض عمل مسحات لكل المخالطين ليه واتقال بالبق اللى مخالط له يعزل نفسه بس كله فضل فى مكانه وشغالين بكامل طاقتنا لحد لما ظهر بعدها حالات تانية لتمريض و أطباء وبدأت مسحات الاطباء بتطلع ايجابى حتى لو مش عندهم اعراض مما يعنى احتمالية بنسبة 100% اننا تحولنا لاداة نقل العدوى كاطباء وفريق طبى بنعدى بعض و بنعدى المرضى و اهاليهم اللى بيجوا المعهد و يمشوا و بنعدى اهالينا اللى بنروحلهم بيوتنا.
وتابع، كل ده و احنا كلامنا بيتاخد باستخفاف و اللى صوته يعلى او يعترض يتقال عليه بتاع مشاكل و يتهدد بفصله او تعطيل تثبيته و المعهد كما حذرنا جميعنا كنواب و تمريض الفترة اللى فاتت بقى اكبر مكان فى مصر طالع منه حالات ايجابى يوميا ، الحالات اللى طالعة مننا بيتصلوا بينا يبلغونا اننا ايجابى و لازم نتعزل واحنا جوة المعهد وشغالين مع بعض و مع المرضى و حتى ادوات الحماية اللى بنستخدمها فهى مجهودات ذاتية تم توفيرها بمعرفة اساتذتنا فى بعض الاقسام ولا تكفى الجميع ولا تكفينا لمدة بعيدة و اى حد فينا بيتكلم فى غلق المعهد وعزله و تعقيمه و عزل كل العاملين فيه علشان يحمى نفسه و اهله و زمايله و المرضى بيتخون ويتهم انه بيتدلع ومش عاوز يشتغل و الناس اللى بيترفض يتعملها مسحات و بتطلع تعملها برة بتطلع ايجابى ، احنا حياتنا فى خطر زايد عن اى خطر بيواجه اى حد الفترة دى.
صيدلانية بمعهد الأورام تكشف تعرضها للتهديد عندما طالبت بتطبيق الإجراءات الوقائية لمنع إنتشار الفيروس
وفي ذات السياق، أكدت الدكتورة هاجر عصام التي تعمل صيدلانية بالمعهد القومى للأورام، تعليقًا حول حقيقة ماحدث فى المعهد بعد إعلان إصابة عدد من أطباء وممرضات في المعهد القومي للأورام بفيروس كورونا المستجد، ونقلهم إلي مستشفي العزل، تعرضها للتهديد والفصل.
وكتبت “هاجر” على صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: “طب يا جماعة بس للتوضيح يعنى، انا بهاتى من اسبوع او اكتر انا و زمايلى و ادارة الصيدليات فى ان اللى بيحصل دة غلط و كدة هيبقى المعهد بؤرة لتفشى الكورونا و لازم حضرتك تاخد اجراء باغلاق المعهد و تطهيره بالكامل عشان كدة احنا بننشر المرض عشان بيجيلنا مرضى من كل انحاء مصر، بس كنت بنزل لخدمة المرضى.”
وأضافت: “أنا و زمايلى كنا و واخدين كل احتياطاتنا اللى وفرت هالنا ادارة الصيدلية و تشكر طبعا عليها عشان ملهمش ذنب فى اللى بيحصل، المهم اننا اجتمعنا امبارح “الخميس 2 ابريل” مع عميد المعهد دكتور حاتم ابو القاسم بناء على طلبنا من مديرة الصيدلية اللى طبعا شاكرة اخدت منه ميعاد عشان نوصل صوتنا، و فعلا قولناله اننا عاوزين المعهد يتقفل للتعقيم و الناس تقعد فى بيتها اسبوعين (اللى هى فترة حضانة الفيروس) لحد ما نعرف بس لو حد تعبان او بانت عليه اعراض.
وتابعت:” هو طبعا رفض و بشدة و كان رده عليا لما قولتله ان احنا كدة بنئذى بعض و المرضى و بلد كاملة انه يقول لى: “لو خايفة على نفسك من الكورونا يا دكتورة اتفضلى قدمى استقالك و متجيش”.
وذكر الدكتورة “هاجر”: الدكتور حاتم كان رده على ناس بتناقشه ان الصيادلة رافضين ينزلوا غير لما يتم تعقيم كامل، ان “لو الصيادلة مش هينزلوا هناخد اجراء ضدهم و لو كلهم مش نازلين مش مشكلة هنجيب غيرهم”.
وأضافت “هاجر”، “الدكتور حاتم ذكر انه اتعمل مسحة كاملة على المعهد، دة يا جماعة محصلش و ربنا يشهد على كلامى، ماتعملش حتى مسح لكل للمخالطين بأول حالة شوية منهم بس اللى اتعمل لهم مسح و الباقى اتعزلوا فى بيوتهم و الله اعلم مين تانى كان اتعامل معاه بس ميعرفوش بالاسم لان المعهد حلقة و كلنا بنتعامل مع بعض ب شكل او بآخر (يعنى اكيد فيه carriers ماشيين وسطنا كلنا و بختلطوا بكل الناس”.
وتابعت، “ثانيا الدكتور حاتم ذكر انه تقرر غلق المعهد 3 ايام حتى يتم تطهيره، مش دى المشكلة، المشكلة انه بيقول ان المعهد اتقفل ٣ ايام منهم يوم كان اصلا شغل عادى و اليوم اللى اجتمعنا معاه فيه عشان نطلب منه يقفل المعهد عشان الموضوع ميكبرش و هو اصر انه مش هيقفله بس قال هيجيب شركة تعقم المبنى قبل الشغل يوم الجمعة (اللى هو اجازة صيدليات الصرف بس فيه ناس كتير قدروا ينزلوا يفتحوا و فعلا اتعقمت بس انا صيدليتى متعقمتش عشان محدش فينا عرف ينزل الجمعة) ف لأ الكلام اللى مكتوب مش صح ولا الاجراءات دى اتتاخدت ولا كان عاوز يسمع حد فينا و كان قراراه محسوم بان الشغل مستمر و اللى مش هييجى هيتتاخد ضده اجراء و اللى مش عاجبه سياسة المكان يتفضل يقدم استقالته”.