تجربة أول لقاح ضد فيروس كورونا المستجد في الصين
تجربة أول لقاح ضد فيروس كورونا المستجد في الصين

مستند: إصابات ووفيات فيروس كورونا أقل ستة مرات في الدول التي تستخدم لقاح الدرن

كشفت دراسة حديثة نُشرت بتاريخ 6 إبريل 2020، أن الدول التي لديها برنامج تطعيم روتيني واسع النطاق يشمل علي تطيعم ضد مرض الدرن أو السل – (BCG)، لديها معدل وفيات من فيروس كورونا المُستجد (كوفيد-19)، أقل بنحو ست مرات من الدول التي لا تستخدمه.

وكان لقاح الدرن (TUBERCULOSIS VACCINE = BCG VACCINE) تم اختراعه قبل قرن من الزمان، ويعطي مناعة ضد مرض السل وهو عدوى بكتيرية تُصيب الجهاز التنفسي، ولكن من المعروف أن له فوائد أخرى حيث يدعم الجهاز المناعى للجسم لمقاومة أمراض معديه أخري دون معرفة الأسباب.

وإكتشفت التجارب السابقة أن الأشخاص الذين يتلقون اللقاح، الذي يتكلف أقل من 30 دولار في الدول المتقدمة، بينما في الدول النامية لا يتعدي واحد دولار، تحسنت أجهزة المناعة لديهم وهم قادرون على حماية أنفسهم من العدوى.

الطريقة الدقيقة التي يساعد بها هذا اللقاح في منع الإصابات الأخرى غير معروفة نسبيًا، ولكنها قد تكون عن طريق تعزيز الآليات الفطرية لجهاز المناعة.

ومن مميزات هذا اللقاح، ما يسمى بالآثار خارج الهدف، حماية مناعية ضد أمراض الجهاز التنفسي، وقد تم الإعتراف بها من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO)، وطالبت بمزيد من الدراسات والتجارب.

وفي المملكة المتحدة، تم تطعيم جميع أطفال المدارس مواليد ما بين عامي 1953 و 2005، والذين تتراوح أعمارهم اليوم بين 10 و 14 سنة باللقاح، ولكن مع انخفاض معدلات الإصابة بالسل، تخلى الأطباء عن التطعيم في عام 2005، وتحولوا إلى استهداف تطعيم الأكثر تعرضًا للخطر فقط مثل الأطفال المصابين بأقارب مصابين.

وقام الباحثون بتعديل العوامل التي يمكن أن تغير النتائج، مثل عدد السكان ونسبة كبار السن من السكان، ثم نظروا في معدل الوفيات لكل مليون مقيم في كل بلد ببيانات كافية.

وكتب باحثون من الولايات المتحدة في دراستهم، أنه بعد تعديل الوضع الاقتصادي للبلاد، ونسبة كبار السن ومواءمة المسارات الوبائية لأعلى البلدان تضرراً، وجدنا ملاحظة المثيرة للإهتمام، وهي وجود إرتباط كبير بين استخدام لقاح الدرن وانخفاض معدل الوفيات من فيروس كورونا الجديد “كوفيد-19”.

وقام خبراء مدرسة جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة بتجميع البيانات المتاحة للجمهور للتحليل، تم إستخلاص تقدير لمعدل وفيات الحالات من أفضل البيانات المتاحة عن معدل الوفيات لأعلى 50 دولة أبلغت عن أعلى حالات الإصابة.

وأوضح الباحثون أنه “من أجل التخفيف من التحيز المتمحور حول منحنيات الوقت الوبائي التفاضلي التي تمر بها البلاد المختلفة، قمنا بحساب أيام من تسجيل أول 100 حالة إصابة من كورونا لمحاذاة البلدان على منحنى زمني أكثر قابلية للمقارنة، ثم تمت مقارنة الحالات والوفيات ببرامج التطعيم ضد الدرن.”

إقرأ أيضا: كان يحاول الوصول لعلاج للسرطان.. باحث أمريكي صنع فيروس كورونا وإنتشر بالخطأ

لماذا سجلت إسبانيا 14 ألف وفاة بينما سجلت البرتغال 400 وفاة؟ ولماذا إيران تأثر بكورونا بالرغم من إستخدامها لقاح الدرن

في دراسة علمية أخري نُشرت في 28 مارس الماضي، اكتشفت وجود علاقة محتملة بين الدول التي يكون فيها التطعيم ضد السل (الدرن) إلزامياً، وتأثير فيروس كورونا الجديد “كوفيد-19”.

قال مؤلفو الدراسة: “وجدنا أن الدول التي ليس لديها سياسات إجبارية للقاح الدرن BCG (مثل إيطاليا وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية) قد تأثرت بشدة مقارنة بالدول التي لديها التطعيم إجباري لكل المواليد.”.

وقال غونزالو أوتازو ، الباحث في معهد نيويورك للتكنولوجيا وأحد القائمين علي الدراسة، “كانت هناك تقارير تفيد بأن لقاح الدرن يمكن أن ينتج حماية واسعة ضد التهابات الجهاز التنفسي”.

وأضاف، “نظرنا إلى بيانات الدول التي لم تنفذ مطلقاً لقاح BCG العالمي ووجدنا أنها تضررت بشدة من كوفيد-19، مع ارتفاع عدد الوفيات.”

وقارن “أوتازو” السياسات في الدول التي تم فيها تطبيق التطعيم ضد السل أو الدرن عالميًا، والدول التي لم يتم فيها التطعيم.

إيطاليا، الدولة التي لديها أكبر عدد من الوفيات بسبب كورونا، لم تطبق التطعيم ضد مرض السل مطلقاً.

بينما اليابان التي تطبق سياسة التطعيم الإجباري ضد مرض الدرن، سجلت وفاة 63 شخصًا فقط (وقت إعداد هذه الدراسة) بسبب الفيروس وإتخذت تدابير احتواء أقل صرامة.

وقارن الباحثون أيضًا إيران باليابان، وهما دولتان طبقتا تطعيم الدرن BCG الشامل، ولكن في أوقات مختلفة.

ووجدوا أن اليابان بدأت سياستها لتطعيم ضد الدرن BCG في عام 1947 بينما إيران بدأت في عام 1984، ويوجد في اليابان حالات وفاة أقل بكثير من إيران.

وذكر مؤلفو الدراسة، الدول التي بدأت في وقت متأخر من تطبيق لقاح الدرن (إيران ، 1984) لديها معدل وفيات مرتفع، بما يتفق مع فكرة أن لقاح الـ BSG تحمي السكان المسنين الذين أخذوا التطعيم، كما وجدنا أيضًا أن اللقاح BCG قلل من عدد حالات الإصابة من كورونا في تلك البلاد.

إقرأ أيضا: نجاح أول تجربة للقاح فيروس كورونا علي أكثر من 100 شخص في الصين

تأثير فيروس كورونا المختلف بين غرب وشرق أوروبا

يمكن أن يفسر البحث أيضًا الفرق بين تأثير الفيروس في أوروبا الغربية والشرقية، لأن سياسات التلقيح الشاملة ضد السل إنتشرت على نطاق واسع في دول الاتحاد السوفييتي السابق (اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية).

والولايات الشرقية لألمانيا، التي كانت جزءًا من إتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية كألمانيا الشرقية حتى إعادة التوحيد في عام 1990، لديها عدد أقل من حالات الإصابة بكورونا لكل 100،000 شخص  وفقًا للإحصاءات الوطنية لمعهد روبرت كوخ:

وفي إسبانيا، الدولة الثانية التي لديها أكبر عدد من وفيات كورونا بعد ايطاليا، هناك منطقة واحدة فقط سجلت وفيات وإصابات أقل، هي إقليم الباسك، تتضمن لقاح الدرن في سياسة التطعيمات الرسمية.

واقترحت دراسة ألمانية أنه في هذه الحالة، يمكن أن يساعد لقاح الدرن في تقليل أضرار كورونا علي الصحة العامة حتى يتم تطوير لقاح فعال بشكل خاص ضد الفيروس الجديد.

معلومات عن لقاح الدرن والدول التي تسخدمه

  • يتم إعطاء لقاح الدرن حاليًا لحوالي 130 مليون طفل كل عام لحمايتهم من مرض السل.
  • الإسم الكامل “Bacillus Calmette-Guérin” BCG، ضد بكتريا تُسمي mycobacterium bovis
  • تتسبب هذه البكتيريا في الإصابة بالسل في الحيوانات مثل الأبقار والغرير.
  • عندما يتم حقن الإنسان بالبكتيريا في شكل ضعيف يكون الجهاز المناعي الأجسام المضادة التي تقضي عليها.
  • ويمكن بعد ذلك مقاومة البكتريا إذا أصيب شخص بالسل.
  • يُعتقد أن لقاح الدرن يعمل بهذه الطريقة ولكنه أيضًا يعمل على تقوية جهاز المناعة بأكمله، لذا فمن المرجح أن يتخلص من أي جزيئات فيروسات أخري خاصة التي تُصيب الجهاز التنفسي.
  • تقول الصحة الوطنية البريطانية NHS أن لقاح الدرن يمكن أن يوفر الحماية للإنسان لمدة مابين 20 إلى 60 عامًا حسب كل فئة.
  • وإستغنت أغلب دول أوروبا عن تطعيم الدرن منذ عشرات السنوات لعدم إنتشار المرض بها، ما عدا عدد قليل منها مثل مازال يستخدمه مثل روسيا وبلغاريا وبولندا واوكرانيا والبرتغال والمجر وازربيجان ورومانيا وكازاخستان، وتم إستخدامه في المملكة المتحده منذ عام 1953 وحتي عام 2005، وفي ايرلندا تم الغاؤة قريبا في عام 2015، وفي النرويج تم الغاؤة عام 1995، وفي ايطاليا وهولندا لم يتم إدراجه مطلقاً ضمن تطعميات الأطفال الإجبارية، وتم الغاؤه في أسبانيا عام 1974.
  • وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، لم تستخدم اللقاح في نظامها الروتيني لتطعيمات الأطفال.
  • جميع دول أمريكا الجنوبية لديها تطعيم شامل يشمل لقاح الدرن، ففي الإكوادور لا يُعطى الطفل شهادة الميلاد دون أخد اللقاح مع بقية التطعيمات الأخرى، وكذلك البرازيل.
  • يُستخدم التطعيم في جميع الدول الأفريقية تقريباً منها علي سبيل المثال، مصر والمغرب وجنوب أفريقيا، ويتم تطعيم جميع المواليد به عند الولادة مباشرة، وتقدمه منظمة الصحة العالمية كمنح مجانيه لأغلب الدول الأفريقية.
  • كما مازال يُعطي إجبارياً للأطفال في الصين واليابان منذ عام 1951، وهونج كونج، وسنغافورة و تايوان و ماليزيا، وكوريا الجنوبية، ويُستخدم في الهند وباكستان منذ عام 1948 كأول الدول التي طبقته بشكل إجباري علي جميع المواليد، بينما في إسرائيل تم الغاؤه من التطعيمات الإجبارية للأطفال منذ عام 1982.
  • وبمراجعة أحدث إحصائيات إصابات ووفيات فيروس كورونا، سنجد أن نسبة الوفيات بسبب فيروس كورونا في هذة الدول التي تستخدم اللقاح بالفعل أقل من الدول الأوروبية التي لا تستخدمه منذ عقود من الزمن، وعلي سبيل المثال: –البرتغال التي تستخدم اللقاح سجلت أقل من 400 حالة وفاة حتي الأن من 13100 حالة إصابة أي بنسبة 3% وفاة.
    – بينما في ايطاليا التي لاتستخدم اللقاح مطلقاً سجلت أكثر من 17 ألف وفاة من 140 ألف إصابة بنسبة وفاة 12.5%.
    – وكذلك أسبانيا سجلت أكثر من 14 ألف وفاة من 148 ألف حالة إصابة بنسبة 10% وفاة، وفي هولندا التي لم تستخدم اللقاح مطلقاً سجلت 20549 اصابة منهم 2248 وفاة بنسبة وفاة 11%.
  • أمثلة أخري للدول التي تستخدم لقاح الدرن:
    في اليابان (4257 اصابة منهم 93 وفاة بنسبه 2% وفاة)
    وفي سنغافورة (1600 اصابة منهم 6 وفاة بنسبة 0.3%)
    وفي ماليزيا (4119 اصابة منهم 65 وفاة بنسبة 1.5%)
    وفي كوريا الجنوبية (10384 اصابة منهم 200 وفاة بنسبة 2%)
    وفي الصين بلد المليار و400 مليون نسمة، سجلت 82 ألف حالة إصابة منهم 3300 حالة وفاة أي بنسبة وفاة 4% فقط.
    بينما تتراوح نسبة الوفاة في الدول التي لم تستخدم لقاح الدرن ضمن نظامها مابين 9% و13%، وتشهد عدد أكبر بكثير من الإصابات بالنسبة لعدد سكانها.

الدول التي تستخدم لقاح الدرن

وتجري بالفعل تجارب لتقييم فاعلية لقاح الدرن أكثر في مكافحة جائحة فيروس كورونا، وفي الشهر الماضي، بدأت تجربة علي 4000 من العاملين في مجال الرعاية الصحية في أستراليا.

ويقود التجربة باحثون في معهد ملبورن لأبحاث الأطفال، وسيشمل 4000 عامل صحي في مختلف المستشفيات في جميع أنحاء البلاد، ويأمل الباحثون أن يكون اللقاح له دور في تعزيز “المناعة الفطرية” الذي قد يوفر وقتًا كافيًا لحين تطوير العلاجات واللقاحات المُخصصة لكورونا.

لتحميل الدراسة الأولي كاملة، إضغط هنا، ولتحميل الدراسة الثانية كاملة، إضغط هنا

دراسة تأثير لقاح الدرن ضد فيروس كورونا دراسة تأثير لقاح الدرن ضد فيروس كورونا